المصالحة.. خطوة للخلف
تبدو خطوات المصالحة الفلسطينية الداخلية اليوم، رغم كل الآمال لا سيما الشعبية المعلقة عليها، غير مبشّرة في ظل تراجعها يوما بعد يوم، لا سيما مع ارتباطها مؤخرا بالمشهد المصري، وما يشهده من تطورات، وخاصة في سيناء ومناطق الحدود المصرية الفلسطينية في قطاع غزة.
فمن جهة، ترتبط المصالحة بشكل وثيق بالوسيط المصري، الذي يرعى إتمام الاتفاقات المبرمة بين حركتي «فتح» و«حماس»، والذي ينشغل الآن بأحداثه الداخلية أكثر من أي شيء آخر، كما أنها تتأثر بشكل ملحوظ بتراشق الاتهامات المتبادلة بين الحركتين، بشأن إثبات أو نفي تورط أي منهما في أحداث مصر.
وبعد لقاء وفدين من «حماس» و«فتح» في غزة مساء الأحد لبحث سبل تنفيذ المصالحة الوطنية، بناء على طلب «فتح»، لم توافق «حماس» على الدعوة لإجراء انتخابات للخروج من مأزق الانقسام في الساحة الفلسطينية، وتمسكت بالخوض في كل القضايا رزمة واحدة، من دون الإعلان عن موعد للقاء جديد بينهما، ما يعيد الملف للدوران في حلقة في مفرغة ومملة.
«حماس» بدورها سارعت لنفي فشل لقائها مع «فتح»، معتبرة أنها رفضت فقط طرح وفد «فتح» فكرة قديمة حول الذهاب إلى الانتخابات مباشرة، دون إعلانها عن تطور يُذكر. وفيما بدا أمين سر المجلس الثوري لحركة «فتح» أمين مقبول متشائما في الكشف عن مجريات اللقاء، الذي كان ثنائيا بين الحركتين دون وجود أي من الفصائل الأخرى، وتحدث عن قضية الاعتقالات السياسية بين الحركتين، لا سيما في صفوف حركة فتح في غزة، كان رد «حماس» أن الاعتقالات لها علاقة بالوثائق التي كشفتها مؤخرا، وقالت إنها تتعلق بتحريض «فتح» والسلطة الفلسطينية عليها في مصر وتونس.
تصريحات.. وتصريحات مضادة تعجل الجميع، بمن فيهم أنصار الحركتين، في حيرة من أمرهم حول أي من الطرفين هو على صواب وأيهما على خطأ، ولكن الشيء الذي لا حيرة فيه، لا سيما للفلسطينيين، هو أن جميعهم يتطلعون إلى إنهاء الانقسام وعودة اللُحمة إلى صفوفهم، للتفرغ لقضية نضالهم وصمودهم في وجه الاحتلال، بعيداً عن التجاذبات الداخلية التي تشتت شملهم وتنخر قواهم.
( المصدر : البيان الاماراتية 20-8-2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews