عندما يختنق العالم بالديون والعجز والبطالة
العالم ليس بأفضل حال بل ليس بخير، وفي حين تواجه البعض معضلة الديون العملاقة والتباطؤ الاقتصادي يبدو ان دولا كثيرة اقتربت من حال الاختناق الاقتصادي وباتت مستعدة للقيام بأي عمل للخروج من هذا النفق المظلم.الاقتصاد والتوازن المالي غير متوفرين في عالمنا اليوم. الاوضاع تسؤ يوما بعد يوم. حتى الدول المنتجة للنفط والتي بنت ثرواتها ونعيمها على اسعار النفط المرتفعة اصبحت امام معضلة عدم قدرتها على بيعه باسعار مقبولة وذلك لكثرة المنتجين وتضاؤل الحصص في الاسواق ولعدم قدرة العالم على تحمل اعباء اسعار النفط المرتفعة. وكأن المعارك انتقلت الى القطاع النفطي وبات العالم ينتظر معاهدات نفطية عالمية لتقسيم وتوزيع الاسعار للتخفيف من حدة المعارك الدائرة على الحصص في الاسواق.
اذا كانت بعض الدول قادرة على التحمل لبعض الوقت الاضافي فان هذه القدرة في التحمل قد لا تكون موجودة عند دول اخرى. ويصبح الامر شديد الخطورة اذا لجأت الدول المتضررة حتى الانهيار الى وسائل غير سلمية للحفاط على مستوى معيشي مقبول لشعوبها.
ان موضوع النفط اساسي في هذه المرحلة وهذا ما سوف يكون الموضوع الرئيسي للدول المنتجة في موسكو في العشرين من الشهر الجاري علها تستطيع التوصل الى معاهدات نفطية انتاجية وتسويقية او على الاقل الاتفاق على هامش اسعار يعتبر الهامش الحيوي حفاظا على مصلحة الجميع خصوصا انه لطالما كان الاقتصاد وراء نشوب نزاعات وحروب.
لا تقتصر الاوضاع الحالية السيئة على معضلة انتاج واسعار النفط بل ويضاف اليها واقع تضخّم حجم الديون السيادية العالمية والتي بلغت نقطة اللارجوع ولم يعد احد يفكر في اطفاء ديونه، وبات اقصى ما يفعله العالم ماليا هو ادارة هذه الديون وترحيلها الى سنوات طويلة الى الامام.
الجميع تقريبا يعاني من عجوزات كبيرة وفاضحة في الموازنة والجميع يعاني من التباطؤ والركود الاقتصادي الامر الذي ينعكس على ارتفاع نسبة البطالة في انحاء كثيرة من العالم فهل يحضر ذلك لحروب على نطاق اقليمي وعالمي؟ يتخوف الكثيرون من ذهاب بعض كبريات الدول الى كسر الحلقة الشيطانية من الضائقة الاقتصادية والمالية من خلال تفجير الاوضاع عسكريا.
وقد بدأت بالفعل بعض الدول في الاشارة بوضوح متزايد الى مثل هذه السيناريوهات والتهديدات فهل ينتقل العالم من حرب اسعار النفط وحرب العملات الى الحروب العسكرية التقليدية. ان التجارب التاريخية السابقة تصب في هذا الاتجاه. والمحطة الثانية هي الاجتماع النفطي العالمي في موسكو هذا الشهر.
يغيب عامل ثالث مؤثر جدا ايضا وهو الهوة المتسعة بين الثراء الفاحش والفقر المدقع وفي حين يتزايد عدد اصحاب المليارات في العالم، باتت الطبقات الفقيرة غارقة في الديون وغير قادرة على الاستدانة اكثر وغير قادرة على الاستهلاك.
ولم يعد امام الاثرياء فرص تعزيز ارباحهم وثرواتهم ويواجهون حاليا معضلة ايداع اموالهم باسعار فائدة سلبية هذه الفائدة السلبية التي تكرس عدم التوازن في العالم، وتعكس التشويهات التي تعتري النظام العالمي.
المطلوب حاليا ان ينجح العالم بالتوصل الى معاهدات مالية واقتصادية تحفظ حق واستقرار الجميع لارساء العدالة الاقتصادية لأن غياب هذه العدالة سوق يترك الساحة للاصطدامات العسكرية.
وفي حين تشهد ناحية من العالم ثورة مشرقة وواعدة من الانجازات في عالم التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات الرقمية وتبقى نواح اخرى كثيرة من العالم بحاجة الى الدعم والمواكبة للانتقال الى ظروف اقتصادية معيشية وثقافية افضل. ومن التحديات التي تواجه العالم حاليا ايضا، والتي تستدعي استنفار الجميع، هناك الجرائم المالية المرتبطة بتمويل الارهاب وتبييض الاموال والاوجه الاخرى من الفساد المالي التي افقرت الدول والشعوب.
ومع اتجاه الانظار في شهر اذار الجاري الى روسيا يذكر البعض ان الروبل العملة الروسية سجلت اسوأ اداء بين العملات العالمية بتأثير من تراجع اسعار السلع وفي مقدمها النفط.
(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2016-03-07)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews