رهانات التيار الإصلاحي في إيران
نشر تقرير تحدث فيه عن التحديات والرهانات التي يواجهها التيار الإصلاحي في إيران، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تنظيم انتخابات برلمانية قد تساهم في إعادة تشكيل المعادلة السياسية داخليا.
وقال التقرير إن أبرز الوجوه السياسية والدينية المنتمية لكل من التيار الإصلاحي والمحافظ، التي تتصدّر المشهد السياسي في البلاد مثل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الرئيس الحالي حسن روحاني، الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني وغيرهم دعوا الإيرانيين إلى التصويت بكثافة خلال الانتخابات.
وبعض الأطراف الفاعلة على الساحة السياسية أرادت أن تسوّق لصورة إيران الموحّدة، التي يعمل سياسيّوها على إرساء مستقبل مشرق لها، الذين يعتبرون أنه حتى مع انفتاحها على الدول الأخرى ستبقى مهد الثورة الإسلامية.
إلا أن الحقيقة تشير إلى عكس ذلك، فقد رفض مجلس صيانة الدستور ترشّح حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية بسبب قربه من الإصلاحيين. كما أن الجميع على علم بالخلافات التي تجمع كلا من رفسنجاني وخامنئي منذ أكثر من 15 سنة.
ويبدو أن الرئيس روحاني هو الوحيد الذي يحاول الحفاظ على علاقات جيّدة مع جميع الأطراف، على الرغم من أنه يأمل في فوز التيار الإصلاحي في الانتخابات نظرا لأن ذلك سيساعده على القيام بمزيد من الإصلاحات التي يحتاجها الإيرانيون، خاصة بعدما لاقى الاتفاق النووي الذي من شأنه أن يضمن انفتاح إيران على الغرب استحسان مناصريه.
وتعرض التيار الإصلاحي لكثير من المضايقات خلال عقده لاجتماعاته الخاصة بالحملة الانتخابية، حيث تمّ إما إلغاء العديد من الاجتماعات بما في ذلك تلك التي ترأّسها وزير الخارجية الإيراني، محمد ظريف، أو بتغيير وجهة هذه الاجتماعات إلى مناطق أخرى تبعد عشرات الكيلومترات عن العاصمة طهران، وذلك بهدف التقليص من عدد الحضور المؤيدين لهذا التيار.
والمرشحين الإصلاحيين لطالما دعوا خلال حملتهم الانتخابية إلى "القيام بإصلاحات معتدلة" مسبوقة بنقد ذاتي، وذلك بهدف ضمان نجاعة هذه الإصلاحات وهو ما ألهم فئة كبيرة من الشباب الذين كانوا مترددين حول التصويت في الانتخابات التشريعية.
ويقول محام رفض الإدلاء باسمه، أن الإيرانيين ينقسمون إلى ثلاثة أطراف، أولا الأصوليون وثانيا الإصلاحيون وأخيرا أولئك الذين يقومون بالتصويت في آخر لحظة عندما يتمّ تحفيزهم وإقناعهم بأن الإدلاء بأصواتهم من شأنه أن يحدث الفرق.
لكن يوجد العديد من الشباب المندفع الذي يريد إحداث الفرق داخل إيران، والذي ليس مستعدا للتخلي عن حقه في التصويت والمشاركة في العملية السياسية في بلاده. أحد هؤلاء الشباب يدعى رضا، حيث دعا هذا الأخير الشباب إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع واختيار التيار الذي يمثلهم، والذي من شأنه أن يحقق مزيد التقدم لإيران.
واعتبر رضا أن فوز الإصلاحيين في الانتخابات بالإضافة إلى وجود مرشح عن التيار الإصلاحي في أعلى هرم السلطة، من شأنه أن يحّرر كلا من مير حسين موسوي ومهدي كروبي، وهما زعماء عن التيار الإصلاحي، من سجن الإقامة الجبرية المفروض عليهما منذ سنة 2009. حيث إن إيران بحاجة اليوم لمثل هؤلاء الزعماء الذين قادوا انتفاضة "الموجة الخضراء"، التي لم يبق منها سوى "الرماد".
وخطاب التيار المحافظ يتسم بالتشدّد ويرفض بشدة أية تيارات أخرى إصلاحية أو تقدمية، ويطالب بتدخل أكبر لرجال الدين في السياسة. كما أنه من الملفت للنظر، التغير في مواقف هذا التيار؛ حيث أصبح الشعار الذي يعتمده هو "الله أكبر" عوض "الموت لأمريكا". والجدير بالذكر، أن هذا التيار يعرف بشدة عداءه لكل من تنظيم الدولة، السعودية، قطر، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة وإسرائيل.
وأدلى الفيلسوف والفيزيائي ونائب وزير الثقافة السابق، غلام علي حداد عادل بتصريحات حول دور الشباب في الانتخابات الجارية في إيران قائلا: "في الوقت الراهن، لدى إيران العديد من الأعداء في العالم، لكنها ستذلّل كل الصعوبات والتحديات بفضل شبابها الشجعان. هذا هو السبب الذي سيحفزها لمواصلة القتال في سوريا ضد تنظيم الدولة".
وأضاف غلام أنه "مع رفع العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، سنحاول النهوض بالاقتصاد، إلا أننا لن نسمح بسيطرة الولايات المتحدة وأوروبا على أسواقنا".
والتيار المحافظ له شعبية داخل أوساط الشباب، حيث يرى البعض من الشباب أن "المحافظين هم أكثر وسطية من الإصلاحيين، كما أنه لا بدّ للشباب من تأدية دور في الحياة السياسية، ولن يتمكنوا من فعل ذلك إلا مع التيار المحافظ".
وفي الختام تساءل التقرير حول ما إذا كان ما تبقى من الثورة الإسلامية سنة 1979 قد بدأ بالتلاشي شيئا فشيئا، أمام إمكانية إحياء "الثورة الخضراء" التي اندلعت سنة 2009، خاصة وأن الشباب أصبح يفكر فقط في المال متناسيا مبادئه الأخلاقية.
(المصدر: ليبراسيون 2016-02-26)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews