هيلاري كلينتون تتقدم «الصقور»
خلال أول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الديمقراطيين الطامحين إلى الرئاسة، طرح مقدم البرنامج أندرسون كوبر سؤالاً على هيلاري كلينتون: كيف يمكن أن تكون رئاستها مختلفة عن رئاسة باراك أوباما؟
ابتسمت كلينتون، ثم أجابت: «حسناً، أعتقد أن الأمر واضح تماماً. فإذا أصبحت أول امرأة رئيسة، سيكون ذلك تغييراً هائلاً عن الرؤساء الذين عرفناهم». وقوبل جوابها بتصفيق حماسي من جمهور الحاضرين.
وفي الواقع، فوز كلينتون بالرئاسة سيمثل حدثاً كبيراً في الولايات المتحدة. لكنه لن يمس بشيء المجمع العسكري الصناعي، الذي أبقى بلدنا في حالة حرب دائمة طوال عقود.
ويبدو أن كلينتون أخفقت في تعلم أي شيء، بعد أن أيدت حرب العراق المشؤومة، التي أغرقت أنحاء واسعة من الشرق الأوسط في الفوضى، وكلفتها خسارة ترشيح حزبها للرئاسة عام 2008. وبدلاً من أن تتبنى نهج الدبلوماسية، واصلت كوزيرة للخارجية تأييد تدخلات عسكرية سيئة الإعداد.
وفي 2011، عندما وصل ما يُسمى «الربيع العربي» إلى ليبيا، كانت كلينتون أكثر المسؤولين الأمريكيين تحمساً للتدخل من أجل إسقاط معمر القذافي. حتى أنها كانت صقراً أكثر تشدداً حتى من وزير الدفاع آنذاك روبيرت غيتس، الذي كان جورج بوش قد عينه في منصبه، والذي كان ينفر من الذهاب إلى حرب في ليبيا.
والمفارقة هي أن كلينتون ربما كانت وفرت على نفسها الانتقادات القاسية التي تعرضت لها طويلاً عقب الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، والذي أسفر عن مقتل أربعة دبلوماسيين بينهم السفير، لو أنها عارضت التدخل في الحرب الأهلية في ليبيا.
وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول، خضعت كلينتون لاستجواب قاسٍ على مدى 11 ساعة أمام لجنة في مجلس النواب، بشأن بنغازي وقضية استخدامها لبريدها الإلكتروني الشخصي في مراسلات دبلوماسية، إلّا أن المحنة الأكبر كانت الفوضى التي عمت ليبيا عقب الحرب، وتركتها من دون حكومة فاعلة، وتحت سيطرة أمراء حرب وإرهابيين وزعماء ميليشيات متنازعين.
وكلينتون تؤيد أيضاً تدخلاً عسكرياً أمريكياً أكبر في الحرب الأهلية السورية. وخلال حملتها الانتخابية الحالية، انضمت إلى صقور جمهوريين من أمثال عضوي مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام في تأييد فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا.
وهذا جعلها في موقف متعارض، ليس فقط، مع الرئيس أوباما، وإنما أيضاً مع منافسها المرشح الديمقراطي للرئاسة السيناتور بيرني ساندرز، الذي حذر من أن مثل هذا العمل «يمكن أن يورطنا أكثر في تلك الحرب الأهلية الفظيعة، ويؤدي إلى تشابك أمريكي لا نهاية له في تلك المنطقة».
وكلينتون أيدت في النهاية الاتفاق النووي مع إيران، لكن تأييدها جاء على خلفية تاريخ من النزوع إلى القتال ضد إيران. وعلى سبيل المثال، كانت قد حذرت في 2008 من أن واشنطن يمكن أن «تمحو كلياً» إيران. وخلال حملتها الانتخابية تلك، انتقدت أوباما بقسوة، ووصفته بأنه «ساذج» و«غير مسؤول» لأنه أعلن استعداده لحوار دبلوماسي مع هذا البلد.
وحتى بعد التوصل إلى الاتفاق النووي، قالت: «لا أعتقد أن إيران هي شريكنا في هذا الاتفاق. إيران هي موضوع الاتفاق». وأضافت أنها «لن تتردد في القيام بعمل عسكري» إذا انهار الاتفاق.
عندما يتعلق الأمر بالحرب والسلام، قد لا يهم كثيراً إذا ما فاز مرشح جمهوري أو هيلاري كلينتون بالرئاسة. ففي كلتا الحالتين، الفائز سيكون المجمع العسكري الصناعي، الذي حذرنا منه الرئيس دوايت إيزنهاور.
(المصدر: الخليج 2016-01-10)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews