بريطانيا تنبأت بتدخل روسي في سوريا منذ 1957
تناول تقرير التدخل الروسي في سوريا، متسائلاً "هل تنبأت بريطانيا بالحملة العسكرية الروسية في سوريا؟".
وقال التقرير إن تسليح روسيا الواسع للنظام السوري، واستعراض العضلات، وقصف قوى المعارضة داخل الأراضي السورية، و"حرب الأعصاب" مع تركيا، والبوارج الحربية في عرض البحر المتوسط، وظهور وحدات روسية غامضة من "المتطوعين"، كلها تحركات ظهرت في وثيقة سرية أعدها دبلوماسيون ورجال استخبارات بريطانيين، بهدف أن يطلع عليها المسؤولون الكبار في الحكومة البريطانية.
وأوضح كاتب التقرير سام جونز أن هذه الوثيقة هدفت إلى تفسير التحركات العسكرية الروسية.
ومشكلة الوثيقة كما يقول جونز، قديمة، وكتبت عام 1957 في ظل حكومة هارولد ماكميلان.
وتركز هذه الوثيقة على "قراءة الرد السوفييتي لمحاولات الولايات المتحدة تغيير النظام في دمشق".
والوثيقة تقدم صورة عن الأهمية التي تعامل فيها الكرملين السوفييتي مع دمشق، وتشير إلى عمق المعارضة الروسية "لتدخل" الولايات المتحدة في سوريا.
وتكشف الوثيقة أيضا الطريقة التي تعاملت فيها الولايات المتحدة مع التحركات الروسية الأخيرة في المنطقة، فما يهم في المعايير الجيوسياسية هو اللعبة الطويلة. وبحسب المذكرة البريطانية، "ستتعامل روسيا مع إطاحة النظام السوري باعتبار تراجعه الخطير في في الشرق الأوسط"، وأضافت أنهم "سيحاولون بأي وسيلة إحباطها، حيث يعتبرونها حربا مع الغرب"، مشيرة إلى أن رئيسس الوزراء البريطاني حينها، هارولد ماكميلان، صادق على المذكرة بـ "نعم"، ووضع عليها الحرفين الأولين من اسمه.
وتعدّ الوثيقة ، واحدة من آلالاف الوثائق التي أفرج عنها مكتب الأرشيف البريطاني، التي كانت تعدّ سرية، وتغطي عددا من القضايا المحلية والدولية.
ويرى أن أهمية ما في هذه الوثائق أنها "تتحدث عن قضايا لطالما نسيها صناع السياسة في الغرب - لندن وواشنطن وأوروبا".
وقال إن الغرب في منتصف عام 1957، دعم ثورات وانقلابلات وتدخلات عسكرية، وتغيير أنظمة في الشرق الأوسط.
يشار إلى أن هذه الوثيقة جاءت في وقت وقعت فيه روسيا معاهدة صداقة مع سوريا وقادتها العسكريين في ذلك الوقت.. "وكانت الولايات المتحدة حينها تحاول الإطاحة بالنظام هناك".
وينقل التقرير عن أستاذ العلاقات الدولية في مدرسة لندن للاقتصاد، فواز جرجس، قوله إن "هناك الكثير من التفكير السطحي حول روسيا وسوريا ويتعلق فقط بالسياق الوقتي".
وعلّق بالقول إن "سوريا تعدّ مهمة للروس منذ الخمسينيات من القرن الماضي. وما حدث من تحركات روسية هناك ليس نتاجا لليوم. فهو نتاج عقود من الحرب الباردة. ولا أسميه تدخلا روسيا بل اندفاعا روسيا".
وملامح الوثيقة البريطانية القديمة تختلف بالتأكيد عن سياق اليوم "من ناحية طبيعة التحالفات مع دول الشرق الأوسط"، حيث إن إيران كانت في حينه حليفا للغرب.
وكان على إسرائيل التي تحالفت مع بريطانيا وفرنسا في عام 1956 ضد مصر الناصرية القبول بواقع جديد. وأنه على الرغم من تغيير الأسماء في الورقة، إلا أن الصورة تظل حيوية، حيث نوهت الوثيقة إلى أنه "يجب توقع رد قوي للاتحاد السوفييتي على سياسة الولايات المتحدة في سوريا".
وجاء في الوثيقة أيضا، أن جزءا من الرد السوفييتي سيكون "تحسين الوضع" بالنسبة لهم أي السوفييت، و"خلق مشاكل" للغرب، "كأنها تتوقع حملة دعائية من الروس كما في عهد بوتين اليوم، تقول: سيقوم الروس بحملة دعائية عالمية لإظهار سوريا على أنها الضحية المهددة بالعدوان الأمريكي والبريطاني والفرنسي".
(المصدر: فاينانشيال تايمز 2015-10-23)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews