العلاقات البريطانية المضطربة مع السعودية تشهد توتراً متصاعداً
نشر تحليل لمحرر شؤون الشرق الاوسط إيان بلاك تحت عنوان “العلاقات البريطانية المضطربة مع السعودية تشهد توترا متصاعدا”، كما اشار الكاتب إلى السياسة الحازمة التي تتبناها السعودية في الوقت الحالي ضد منافستها الإقليمية إيران، والحملة التي تقودها ضد الحوثيين في اليمن، ودعم المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد في دمشق.
يقول بلاك إن العلاقات بين البلدين كانت تشهد دوما أزمات توازن فيها لندن بين قيمها الديمقراطية ومصالحها الاقتصادية.
ويوضح بلاك أن العلاقات بين البلدين مبنية في الأساس على الشراكة الاقتصادية بما في ذلك مبيعات الأسلحة والصلات الامنية السرية والتى يعتبرها الجانبان أساسية خاصة في الاوقات التى تشهد فيها العلاقات اضطرابا.
ويضرب بلاك مثلا بالأزمة الحالية بسبب ملف اعتقال ومحاكمة المسن البريطاني كارل اندريه بسبب امتلاكه خمور منزلية الصنع وهو ما ادى للحكم عليه بالجلد.
ويقول بلاك إن العلاقات بين لندن والرياض شديدة الاهمية حيث إن المملكة العربية تعتبر أكبر سوق لتصدير الأسلحة البريطانية بعدما عقدت صفقات بما قيمته 4 مليارات جنيه استرليني خلال الاعوام الخمسة الماضية.
ويضيف ان البلدين يتشاركان في نحو 200 مشروع اقتصادي تصل قيمتهم الإجمالية إلى نحو 17.5 مليار دولار كما ان هناك مايزيد على 20 ألف بريطاني يعيشون ويعملون في المملكة.
ويعرج بلاك على الموقف المعقد سياسيا للملكة بسبب الصراع المعلن مع إيران والحملة العسكرية في اليمن ضد الحوثيين علاوة على التورط في الملف السوري.
وعرج على فضيحة صفقة اليمامة عام 2006 وتهديد الرياض بقطع العلاقات الاقتصادية مع لندن إذا لم تفرض الحكومة إلغاء التحقيقات المتقدمة في ذلك الوقت في اتهامات بالفساد والرشوة طالت مسؤولين سعوديين وبريطانيين في صفقة أسلحة بريطانية.
ويوضح بلاك أن عبارة أن العلاقات الامنية بين البلدين شديدة الاهمية تتكرر دوما في كل أزمة كما يحدث حاليا لأن الحكومة البريطانية لاترى غضاضة في الموازنة بين قيمها الديمقراطية المحافظة على حقوق الإنسان ومصالحها الاقتصادية.
ويضيف الكاتب أن قضية المسن البريطاني الذي قد يواجه حكما بالجلد؛ بسبب تصنيعه الخمر في البيت، هي من القضايا التي تثير مخاوف الخارجية البريطانية. مشيرا إلى أنها جاءت متزامنة مع الأخبار التي تحدثت عن خلافات داخل الحكومة حول الصفقة مع السعودية لتقديم النصح لها في كيفية إدارة نظام السجون، وهو ما يسلط الضوء على العلاقات المضطربة نوعا ما بين لندن والرياض.
ويذكر بلاك أن السعودية ترفض أي تدخل في شؤونها الداخلية، بحسب ما ما قالته السفارة السعودية في لندن. والأمر ذاته ينسحب على قضية المسن البريطاني، التي تم التعامل معها بسرية قبل أن تقرر عائلته الخروج والحديث عنها علنا. لافتا إلى أن المسؤولين البريطانيين بدأوا يفهمون أن الرأي العام ليس براغماتيا، أو لا مباليا، كما هو حال الحكومة أو الإعلام.
ويكشف التقرير عن أن لجنة الشؤون الخارجية للأحزاب كلها في البرلمان البريطاني قد نشرت العام الماضي تقريرا ناقدا للحكومة السعودية، رغم تحذيرات السفارة في الرياض من “التداعيات السلبية” على العلاقات الثنائية. وفي كانون الثاني/ يناير سافر الأمير تشارلز إلى الرياض، وفعل الأمر ذاته كاميرون، من أجل تقديم العزاء بوفاة الملك عبدالله. وتعرض كاميرون للانتقاد عندما قرر تخفيض العلم البريطاني للنصف على دوائر الحكومة.
ولجنة الشؤون الخارجية فهمت جوهر المشكلة. ولاحظت أن هناك فرصا عظيمة لعقد صفقات، ولكنها أشارت إلى سجل حقوق الإنسان “الفقير جدا”. وجاء في تقريرها أن “غياب الحقوق السياسية، واستخدام العقوبات الشديدة في غياب الإجراءات القانونية يثير القلق، وكذلك حقوق المرأة والأقليات”. وأضاف: “الحكومات الديمقراطية مثل بريطانيا، تواجه تحديات تتعلق بالاستجابة لمطالب مواطنيها الليبراليين وحاجتها للإبقاء على علاقتها مع دولة غير ديمقراطية ومحافظة، تعد مهمة لمصالحنا على المستويين الإقليمي والدولي”.
ويورد الكاتب أن التقرير جاء فيه أن السعودية تعد حليفا “حيويا ولكنه معقد” في مجال مكافحة الإرهاب، وأنها “جزء من المشكلة”، وعليه يجب التأكد من عدم تمويل منظمات تحمل رسالة متطرفة. مبينا أن هناك دلالات تشير إلى تحسن الوضع في السعودية؛ بسبب المخاطر التي بات يمثلها تنظيم الدولة على المملكة.
ويلفت التقرير إلى أن زعيم حزب العمال جيرمي كوربين قد تحدث في خطابه السنوي أمام مؤتمر حزبه في برايتون الشهر الماضي عن قضية النمر. ولكن هناك أصواتا منتقدة من داخل وخارج البرلمان، ومنهم النائب المحافظ أندرو ميتشل، ووزير التنمية الدولية السابق، الذي انتقد بشدة الدورالسعودي في اليمن.
ويخلص بلاك إلى أن الخلافات بين هاموند وغوف تمثل مواجهة أخرى بين الواقعية والمبادئ في علاقة بات من الصعب فيها مواصلة عقد صفقات تجارية.
(المصدر: الغارديان 2015-10-14)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews