توتر العلاقات الإيرانية - السعودية هل تؤدي إلى حرب ؟

جي بي سي نيوز - : ذكر موقع نيوز-1 الإسرائيلي الأربعاء أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها العلاقات السعودية الإيرانية، بدءا من إعدام السعودية للشيخ الشيعي نمر بكر النمر، وإضرام الإيرانيين النار في السفارة السعودية، وقطع العلاقات بين الدولتين، تشير إلى تصعيد ميداني جديد بين الدولتين، الأمر الذي قد يقود المنطقة كلها نحو الحرب الدينية السنية الشيعية.

لقد انضمت عدة دول إسلامية وعربية إلى الموقف السعودي في الرابع من كانون الثاني في مواجهتها مع إيران، حيث أعلنت كل من البحرين والسودان عن قطع علاقتهما مع إيران، وأعلنت دولة الإمارات عن تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران . وقامت قطر والكويت وموريتانيا بشجب الاعتداء على السفارة السعودية في طهران وعلى القنصلية السعودية في مشهد.

وستقوم الجامعة العربية بعقد اجتماع لها في مطلع الأسبوع القادم لمناقشة العلاقات مع إيران في أعقاب طلب السعودية، ويمكننا الافتراض بأن الجامعة العربية ستقف إلى جانب الموقف السعودي. هذا وتواصل السعودية فرض عقوبات على إيران، حيث أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن وقف الرحلات الجوية السعودية لإيران، ووقف العلاقات التجارية معها، وحظر على المواطنين السعوديين زيارتها. ورغم ذلك أعلنت السعودية أنها ستسمح لمواطني إيران بزيارة الأماكن المقدسة في السعودية، ووضع شرطا لاستئناف العلاقات مع إيران، حيث وزير الخارجية السعودي:"على إيران أن تتصرف كدولة طبيعية وليس كدولة ثورية، على إيران أن تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة".

إن السؤال المطروح في العالم العربي هو: ما الذي بمقدور السعودية فعله تجاه إيران أكثر مما تفعله الآن، وهل الخيار العسكري بين الدولتين يمكنه أن يكون واقعيا في الوقت الذي وقعت فيه على الاتفاقية النووية مع الدول العظمى، مما عزز مكانتها في المنطقة؟.

يجب أن نتذكر أن هناك تجمعات شيعية في السعودية مخلصة لإيران في المناطق التالية: القطيف، الحسا، المدينة، عسير، جيزان، نجران، الطائف والخبر، وأن بمقدور إيران إثارة هذه التجمعات من أجل تقويض استقرار المملكة السعودية.

ويمكننا القول أن السعودية قادرة على الصعيد النظري العمل ضد إيران بواسطة إثارة الأقليات في إيران، بيد أن هذا الوضع يمكنه أن يفضي إلى رد فعل إيراني، وبصورة خاصة في البحرين، مما يمكنه أن يقوض الاستقرار في البحرين.

ومقدرة السعودية محدودة على صعيد العمل ضد المصالح الإيرانية في لبنان، نظرا لأن لدى إيران في لبنان قوة عسكرية قوية في صورة حزب الله، وهذه القوة قادرة على حسم أية قوة لبنانية. أما على الساحة السورية، فالسعودية تعمل هناك منذ عدة سنوات، أي منذ اندلاع الحرب الأهلية ضد المصالح الإيرانية، عبر تزويد المتمردين السوريين – الجماعة المسماة جيش فتح" والعاملة من أجل إسقاط الأسد، بالأسلحة والمال. إن التدخل الروسي المكثف في سورية يحد من مقدرة السعودية على العمل ضد إيران على الساحة السورية.

والسعودية تقوم بحملة منذ بضعة أشهر ضد الحوثيين – الشيعة- في اليمن التي تعتبر بمثابة الساحة الخلفية لها، في محاولة لمنع التوسع الإيراني المؤيد للحوثيين. أما فيما يتعلق بالساحة العراقية، فقد نجحت إيران في السيطرة عليها، وأصبحت السلطة العراقية الحالية موالية لإيران.

ولا توجد في الآونة الحالية أية دلائل على احتمال نشوب مواجهة عسكرية بين السعودية وإيران رغم التصعيد في العلاقات بينهما، رغم أننا لا نستطيع أن نستبعد هذا الخيار نهائيا، ومن المتوقع أن تشتد المواجهة بينهما في الساحات الساخنة كسورية ولبنان.

وتتبنى السعودية حاليا إستراتيجية عزل إيران في علاقاتها مع العالم العربي السني، وتجنيد دول عربية أخرى لتأييد المواقف السعودية ولوقف أو تقليص العلاقات مع إيران. ومن الجدير بالذكر أن العلاقات الإيرانية مع العالم العربي السنة ليست جيدة على خلفية تأييدها للرئيس بشار الأسد المسؤول عن مقتل ثلاثمائة ألف مسلم سني في سورية، وتحاول السعودية استغلال هذا الوضع لصالحها.

كما من المتوقع أن تعمل السعودية ضد إيران على الساحة الدولية، وستعمل على تبرير إعدام الشيخ النمر، ومعه 46 شخصا آخر من القاعدة ومهاجمة إيران جراء اعتداء جماهيرها على السفارة والقنصلية السعودية.

وأغفل الموقع الإسرائيلي كما يبدو أن الوضع الأيراني من الداخل هش للغاية ، فإضافة إلى الفقر الذي يضرب الملايين فإن هناك احتقانا شعبيا ضد سلطة لا زالت تمنع اللواقط المنزلية والفضائيات من أن تدخل البيوت كما وأن هناك الأقليات والقوميات التي تريد الإنفكاك من الإحتلال الأإيراني وتتمنى مساعدات من نوع ما ، بل إن عمليات عسكرية تمت فعلا على الحدود الباكستانية قيل إن السعودية تمول منظمات سنية تقوم بها ، ناهيك بأن النفوذ الإيراني بدأ بالإنحسار عقب هزيمة الأيرانيين في اليمن وإفشال مشروعها في السيطرة على اليمن ، كما وأن مشروعها في سوريا هزم ايضا مما دعاها للإستنجاد بالروس الذين لديهم أجندات غير إيرانية مع وجود حلف تكتيتي حتى الآن كما وأن بإمكان السعودية أن تبرز قوتها العسكرية المخفية ، حيث يعتقد بأن لدى الرياض أسلحة سرية ، يعتقد بأنها قنابل نووية تكتيتية حصلت عليها من باكستان ، وهو ما ألمح إليه سابقا وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل الذي سبق وقال : " إن السلاح النووي ليس حكرا على أحد في المنطقة ) في رسالة تهديد تقول على الأقل : إنها بإمكانها الحصول عليها ، دون أن يعتقد أحد بأن السعودية ستستخدم هذه الأسلحة ، ولكنها اسلحة ردع على كل حال .

كما أن بإمكان السعوديين استخدام أوراقها في سوريا حيث السلاح السعودي والنفوذ السعودي ، والذي أودى بالعشرات من ضباط الحرس الثوري وغيرهم .، ناهيك عن حلف السعودية مع تركيا وهو الحلف الذي له تبعات اقتصادية كبيرة على الأيرانيين بالإضافة إلى أوراق أخرى قد تفرج عنها السعودية حسب تطور الأحداث . ( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .