عباس لا يريد العنف!
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يرفض بشدة الادعاءات بأنه يشجع العنف والإرهاب في القدس والضفة الغربية في الاسابيع الاخيرة.
في حوار مع «هآرتس» من المقاطعة، حيث مكتبه في رام الله، يوضح عباس أن وجهته تهدئة الوضع. وهذه هي الاوامر التي أعطاها لرؤساء الاجهزة الأمنية والجمهور. «أنا مع النضال الشعبي غير العنيف، وضد كل أنواع العنف واستخدام السلاح. وقد أوضحت ذلك عدة مرات ـ نحن لا نريد العودة إلى دائرة العنف».
ومع ذلك شدد عباس على أن الفلسطينيين لم يتسببوا بالتصعيد، بل استفزازات اليهود في الحرم. «لم نسعى للعنف أو التصعيد، لكن التهجم على المسجد الاقصى والمصلين أدى لذلك. نحن نحاول طول الوقت العمل على عدم زيادة وتيرة العنف». عباس الذي التقى أول أمس مع رؤساء الاجهزة الأمنية الفلسطينية، أمرهم بمنع التصعيد، وقال إن على اسرائيل أن تفعل ذات الشيء إذا كانت تريد تحسن الوضع. «ما الذي تتوقعه من الشارع الفلسطيني بعد قتل الفتى محمد أبو خضير واحراق بيت عائلة دوابشة والتصعيد من المستوطنين والاضرار بالممتلكات أمام أعين الجنود؟»، قال.
واضاف عباس أن «الفلسطينيين يردون بالحجارة واسرائيل ترد بالرصاص الحي حسب قرار الحكومة ـ هذا خطير جدا».
وقد هاجم الرئيس الفلسطيني بشدة القرار الاسرائيلي بتسريع هدم منازل المخربين، وشكك باستعداد اسرائيل لتهدئة الاوضاع والتقدم في المسيرة السياسية. «الآن يريدون هدم المنازل وإدخال المزيد من القوات، مما سيزيد من الكراهية. إذا لم يحدث احتكاك ـ فلن تكون مواجهات. من يريد الاتفاق يسعى إلى منع الاحتكاك، إلا إذا كانت له خطط اخرى». عباس لم يعبر عن تخوفه من دعوات الخروج إلى عملية عسكرية جديدة أو تمكين الجيش الاسرائيلي من العمل بدون قيود: «الاسرائيليون مصممون على استمرار الاحتلال. أقول لهم أهلا وسهلا. إنهم ليسوا بحاجة إلى القوة العسكرية، ليأتوا ويأخذوا المفاتيح».
عباس يعرف كيفية التساؤل عن احترام الاتفاقات مع اسرائيل، لكنه غير مستعد لتفسير كيف سيطبق ذلك: «نحن ملتزمون بالاتفاقات، لكن حكومة اسرائيل أخلت بها طول الوقت. لقد نقلت الرسائل بواسطة سلفان شالوم ومئير شتريت والأمريكيين ـ حتى الآن لم أتلق أي جواب. واذا استمر هذا الامر فسنتصرف بالشكل الذي نراه مناسبا. الوضع القائم حاليا بدون اتفاق، لكن مع استمرار البناء في المستوطنات، لا يمكنه أن يستمر إلى الأبد».
وفيما يتعلق بتصريح نتنياهو حول تجديد المفاوضات رد عباس بشك. «نتنياهو يتحدث عن مفاوضات بدون شروط مسبقة، ويعلن فورا أنه يجب علي الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة يهودية. لقد اعترفت م.ت.ف باسرائيل في 1993 ـ تعريف اسرائيل هو شأن داخلي للحكومة الاسرائيلية والاسرائيليين». اليوم ايضا يقول إنه مستعد لاستئناف المفاوضات. «حسب ما تعهدت به اسرائيل ـ تجميد البناء في المستوطنات اثناء المفاوضات واطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين. هذه ليست شروط أضعها أنا بل هي تعهدات اسرائيلية سابقة. موضوع الاسرى تم الاتفاق عليه في هذا المكتب، حيث تحدث كيري مع نتنياهو، واتفقنا بناء على طلبي على اربع دفعات، رغم أننا دفعنا ثمنا لذلك».
الاحداث الاخيرة جاءت بعد اسبوع ناجح لعباس إثر خطابه في الأمم المتحدة ورفع علم فلسطين في نيويورك. إلا أنه لا يخفي خيبة أمله من أن الرئيس اوباما لم يتطرق للموضوع الفلسطيني في خطابه في الأمم المتحدة. «آسَف على ذلك كثيرا، لكن الذي يهمني أكثر هو أن العالم أيد الاجراءات الفلسطينية. نحن سنستمر بالنضال الدبلوماسي والسياسي للحصول على حقوقنا. وسنستمر في العمل على أمل أن ترتدع حكومة اسرائيل وتصل إلى استنتاج أننا مع الاتفاق ومع السلام، ولن أستخدم طريقة اخرى. لا يوجد من أشتكي له، وقد اشتكيت لله».
وحسب عباس فانه ليس هناك مبادرة جديدة على الطاولة حتى الآن، رغم أن المبادرة الفرنسية ما زالت موجودة. وقد أوضح عباس أن الفلسطينيين يستمرون في الاتصالات من اجل وضع اقتراح قرار جديد في مجلس الأمن في الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 1967، وهذا الاقتراح سيتم وضعه قبل نهاية السنة. وحينما سُئل عن حصوله على وعد أمريكي بعدم استخدام الفيتو، أجاب بالسلب، لكنه قال إن الموضوع طرح في الاتصالات مع الأمريكيين. وهو يشدد على أنه إذا كان هناك استعداد جدي للاتفاق فان الاطراف ليست بحاجة إلى تدخل الولايات المتحدة المباشر. «لقد وقعنا على اوسلو مع اسرائيل بشكل مباشر، لذلك إذا توفرت الاستعدادية فانه يمكننا الحديث مباشرة».
وحول مستقبله السياسي والشائعات حول نيته الاستقالة قال أبو مازن مع ابتسامة عريضة: «لقد مر علي عدد من رؤساء الحكومات في اسرائيل. عندما يذهب أحد يأتي أحد بدلا منه. نحن نقوم بالتحضير لمؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني الذي هو الجسم المركزي الممثل لجميع الفلسطينيين. من حقي أن أطلب منهم الاستقالة ومن حقهم أن يطلبوا مني الاستقالة. هذا مبدأ أساسي في الديمقراطية، ونحن نعمل هذا المبدأ».
(المصدر: هآرتس 2015-10-07)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews