هزيمة السياسة .. أمام الروح الرياضية !!
الجميع يعتقد بان الظروف العراقية صعبة استثنائية معقدة، وهي تجري بوتيرة تختلف عما يحدث في بقية دول العالم، وعلى اكثر من صعيد، سيما في الملف السياسي والامني والخدمي وغيره الكثير، وهذا بطبيعة الحال، قد انعكس سلبا على الواقع الرياضي عامة وكرة القدم خاصة التي تأثرت بشكل كبير بتداعيات المشهد العراقي العام، وذلك ما ظهر على جميع المؤسسات حكومية ام اهلية، افرادا او مؤسسات، حتى صار من الصعب ان تضبط وضعا وتسير الامور وفقا لقواعد طبيعية سبعين او خمسين بالمئة بل حتى دون ذلك .
صحيح ان اتحاد الكرة العراقي يتلقى النقد القاسي يوميا من مختلف وسائل الاعلام، بسبب عجزه عن توفير مباريات تجريبية للمنتخب العراقي قبل مواجهة شقيقه العماني في رحلته الحاسمة من تصفيات كاس العالم، برغم الفسحة الزمنية التي كانت متاحة وقد استغرقت وضاعت اليوم باتجاهات معينة لا نريد الخوض بها كلها، لانها ليس مقصد الحديث، الا ان طبيعة التعاطي والانفتاح العراقي على بقية البلدان، يشهد صعوبات معينة قد ترتبط بجزء كبير منها في تداعيات الملف السياسي، وهنا لا نوجه العذر ونجد التبرير الكامل لاتحاد الكرة، بقدر ما نضع النقاط على الحروف، اذ اننا بذات الوقت ندرك تماما، بان خللا ما موجود في عملية العلاقات العامة الاتحادية، في طريقة انفتاحها على الاخرين، وانشغال معظم اعضاء الاتحاد في رحلات السفر والايفاد على حساب الاهتمام بملفات اهم، كان يفترض من الاتحاد ان يتحرك من خلالها عبر الاتصال والانفتاح وبذل الجهد المضاعف مع اشقائنا العرب سيما في دول الخليج العربي من اجل تامين المعسكرات واقامة المباريات، وقد اثبتت التجارب، بانهم لا يقصرون ابدا .
حضور منتخب ليبيريا او احتياطية، وفي اللحضة الاخيرة وبرغم كل ما قيل ويقال عنه، وما رافقه من قلة حضور جماهيري وضياع فرص كبيرة مع خسارة جديدة للمنتخب امام جماهيرنا وعلى ملعبنا مع وديتها وتجريبيتها، وقد شكلت احباطا للجماهير بسبب سيل الهجمات الضائعة وضعف الفريق المنافس، لكنها من وجهة نظر اخرى، ترى ان مجرد حضور المنتخب الليبيري ونقل اخباره العربية والاقليمية ونقل المباراة مباشرة على القناة الرياضية العراقية الى جميع بلدان العالم وللعراقيين في المهجر باقل تقدير، فانها بعثت برسائل مهمة جدا على الصعيد الرياضي والاجتماعي، بالرغم من كل الاحباطات المحيطة بالوضع العام.
ففي الوقت الذي كانت السيارات المفخخة تتفجر بالعشرات وتاخذ معها ارواحا عراقية بريئة مع خسائر بالارواح والاموال والانفس والمعنويات، كانت المباراة تقام وتنقل في ذات ساعة التفجير الارهابي المدان من الجميع، كما انها اقيمت بحضور جماهيري قارب الخمسة عشر الف متفرج، ولو كان الاعداد والاعلان عن المباراة بمستوى الحدث من قبل اتحاد الكرة لفاق الحضور التشجيعي الخمسين الف شخص، وقد سجلت المباراة حدثا كرويا مهما بعث رسالة ومضمونا ودلالة مهمة جدا، من قبل رياضيينا وجماهيرنا بمختلف انتماءاتهم، فاقت باثرها الايجابي على كل عمليات التفجير والقتل الذي برغم فجاعته، الا انه حتمًا هزم امام الرياضة ورسالة السلام التي اصبحت عالمية المنشأ والولادة والتغيير والتأثير في ظل القرية العالمية التي اخذت الرياضة تحقق خطوات حب وانفتاح وسلام على حساب العنف بكل اتجاهاته.
( المصدر : الايام البحرينية )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews