كلاسيكو الروح الرياضية

تعلمنا منذ زمن بعيد ان حلاوة المنافسات الرياضية تكمن برسم الفرح والبسمة على الوجوه عند الفوز والانتصار وظهور ملامح الحزن والاسى في حالة الخسارة ، ولكننا في نفس الوقت كنا نؤكد على انتشار قيم الرياضة السمحاء والابتعاد عما يخدشها من مصطلحات قد تثير الخاسر وتجعله يبتعد عن الروح الرياضية.

قطبا الكرة الاسبانية الريال والبرشا كانا طرفي مباريات ربع نهائي دوري ابطال اوروبا ، الريال واصل المشوار وغادر برشلونة المنافسات ، الظاهرة التي اثارت انتباه الاوساط الرياضية هي مظاهر الحقد التي تواجدت بقوة بين مشجعي الفريقين ، ووصل الحال بجمهور الفريق الخاسر (برشلونة) بان يطلب من مدربه السابق غوارديولا الذي يدرب البايرن بالحاق الهزيمة بالريال والاخذ بثأرهم ، وكأن الذي اخرجهم من البطولة هو الريال وليس الاتلتيكو الذي نجح في خطف المقعد منهم بجدارة.

كنا ننظر لادارات هذه الاندية العالمية في السابق على انها قدوة بكل شيء من خلال احترافيتها وقدرتها على قيادة الكرة بايجابية جميلة ، لكن الواقع الملموس اكد عكس ذلك لنؤكد بان الرياضة وكرة القدم بشكل خاص تحولت الى مسارات مختلفة من خلال انتشار بعض الافكار السلبية التي يروج لها البعض ويجعل الرياضة تفقد اهم سماتها وهي التسامح والمحبة وتفقد من خلاله الروح الايجابية للرياضة .

الجمهور الرياضي في كل مكان ينتظر ان يستمتع في مباراة كلاسيكو الكأس الاسبانية غداً الاربعاء التي ستجمع الملكي والبرشا في صراع جديد على احد الالقاب المهمة بالموسم الاسباني الحالي .
معاناة الفريقين كبيرة في ظل اصابة وغياب اكثر من لاعب من هذه المباراة مما يجعلنا نتحسر على عدم مشاهدتهم داخل المستطيل الاخضر بالمباراة ، لكن البدلاء سيكونون على موعد مع التألق وحجز الاماكن استعدادا للموسم الجديد لان من يثبت كفاءته بمثل هذه المباريات المثيرة سيكون تحت منظار ادارات الاندية .
نعود ونؤكد اننا ننتظر مباراة تتسم بالروح الرياضية نتعلم من خلالها اخلاق الرياضة الحقيقية وليس العكس لان التاريخ الرياضي يسجل الاحداث ولن يرحم من يكون سببا في اشعال صراع كروي بهذا الوقت الحرج القريب من انطلاق مونديال البرازيل 2014 .

( الصباح 17/4/2014 )