روبرت فيسك: لا يوجد أبرياء بالحرب الأهلية سوى المدنيين
قال الصحفى البريطانى روبرت فيسك إن قصف قوات بشار الأسد لأحد أسواق مدينة دوما المكتظة، كان ردا دمويا على الهجمات التى تشنها مليشيات المعارضة السورية على بلدتى كفريا والفوعة، ومحاولة لحماية المدنيين بعمق عاصمة النظام السورى المهددة دمشق.
وأشار فيسك إلى تماثل استهداف مدنيى دوما بمدنيى غرب بيروت على يد الطائرات الإسرائيلية عام 1982، حيث حرصت طائرات نظام بشار الأسد على قصف واستهداف مجموعة أولى من الضحايا ثم الانتظار ريثما تتجمع الجهود والأفراد لمحاولة إنقاذ المتضررين، لاستئناف جولة ثانية أكثر دموية وتأثير، مما يجعل فيسك يتساءل "من يتعلم ممن فى الشرق الأوسط؟".
يرى "فيسك" أنه كلما زاد الحصار على إحدى أطراف النزاع الأهلى فى الساحة السورية كلما دفع المدنيين ضريبة باهظة الثمن من أرواحهم وممتلكاتهم، مفسرا أن ضرب قوات بشار لمدينة دوما جاء بعد أن تعرض عمق مدينة دمشق لهجمات إرهابية هزت صورة النظام أمام متبعيه، كما أنه محاولة لرفع الحصار عن سكان بلدتى كفريا والفوعة فى ريف مدينة ادلب التى سقطت بيد المعارضة السورية المسلحة بشهر مارس الماضى، فعدد أبناء الطائفة الشيعية فى البلدتين يصل إلى 40 ألف مواطن، جلهم من أتباع نظام بشار الأسد، لذا فهم يظلون دائما هدفا لانتقام مليشيات حركة جيش الإسلام، هذا إلى جانب وجود مصدر المياه الرئيسى لمدينة دمشق بالقرب من البلدتين.
وتطرق فيسك إلى تحركات تنظيم الدولة الذى سيطر على بلدة القريتين بجنوب غرب مدينة تدمر، ليضع تحت أسره 230 مدنى مسيحى، مهددا بإعدامهم فى حال استمرار محاولات قوات بشار الأسد فى استعادة المدينة الأثرية تدمر، مثبتا كيف أن المدنيين هم من يدفعوا الضريبة فى تلك الحرب الأهلية الطاحنة.
(المصدر: الإندبندنت 2015-08-19)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews