روبرت فيسك: ما حدث فى باريس مقترن بتاريخ فرنسا في الجزائر
يقول الصحفي البريطاني "روبرت فيسك" إنه منذ أن تلقى خبر الهجوم على صحيفة "تشارلى إيبدو" الفرنسية وجد كلمة الجزائر تتردد داخل رأسه، وعندما عرف هوية المهاجمين على مقر المجلة- الأخوان سعيد وشريف كوشى- وأصلهما الجزائرى وجد الكلمة تتردد بقوة أكبر داخل رأسه.
يعود "فيسك" إلى فترة الاستعمار الفرنسى للجزائر والظروف التى أحاطت به، وحرب التحرر الجزائرية من العام 54 حتى 1962 التى شهدت وحشية من قبل المحتل الفرنسى الذى حصد أرواح ما يقارب مليون ونصف المليون من الجزائريين، وهى جرائم غير معترف بها حتى الآن من قبل فرنسا.
يحلل "فيسك" العلاقة التى ربطت بين فرنسا والجزائر التى يبلغ عدد من يحمل أصولها فى فرنسا حوالى 5 ملايين نسمة من 6.5 مليون مسلم يعيش داخل فرنسا، فمن احتلال استمر 132 عاما شهد كل الجرائم ومحاولة تنصير البلد الشمال أفريقى، وتحويل ثقافته إلى الفرنسية، حتى ما بعد التحرر وسيطرة ديكتاتورية عسكرية على مقاليد السلطة فى الجزائر.
يقول "فيسك"، إن الديكتاتورية العسكرية الجزائرية وجدت فى فرنسا نصيرا فى حربها ضد الإسلاميين فى الجزائر فى فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى، هؤلاء الإسلاميون الذين ذهب البعض منهم للاشتراك فى حرب الجهاد المقدس ضد الاتحاد السوفيتى فى ثمانينيات القرن الماضى، وذهب البعض الآخر منهم للاشتراك فى الحرب العراقية ضد قوات الغزو الأمريكى-البريطانى.
ويرى "فيسك" أن العلاقة المعقدة بين فرنسا-المسكوت عن جرائمها فى الجزائر- وبين السلطة الحاكمة فى الجزائر، بكل تعقيداتها، لديها يد بشكل أو بآخر فيما حدث من عمليات إرهابية فى عاصمة النور "باريس" خلال الأسبوع الماضى، مستشهدا بمقولة لأحد الدبلوماسيين الأمريكيين بأن ما تقوم به سلطات الجزائر من عمليات مطاردة ضد التيار الإسلامى، يجعل الأخير يبحث عن قضية يقاتل من أجلها خارج الجزائر، إما فى العراق أو فى فرنسا نفسها.
(المصدر: الإندبندنت 2015-01-10)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews