Date : 23,11,2024, Time : 06:29:46 PM
6069 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الخميس 20 شوال 1436هـ - 06 أغسطس 2015م 02:42 ص

الأهلى والزمالك والدرع المسروقة

الأهلى والزمالك والدرع المسروقة
أسامه خليل

لست من أنصار مقولة إن الزمالك لم يكن يستحق الفوز بالدورى، لولا أن الأهلى فرط فيه، وهى المقولة التى تأتى على هوى بعض الأهلوية المصدومين من ضياع الدرع بعد احتكارها عشر سنوات، وهى بالفعل صدمة لمَن لم ينشأ على أن الكرة فوز وهزيمة، وحلاوة اللعبة فى تداول أدوار البطولة وليس احتكارها إلى أبد الآبدين، لكن الإمعان فى تداول هذه المقولات وتصديقها قد يُرضى غرور البعض لفترة، وربما يُداوى الحزن، لكنه أبداً لن يعالج الخلل الذى أدى لضياع البطولة.

فالزمالك فاز بالدورى لأنه استحق الفوز به، وسعى إليه لاعبين وإدارة منذ اللحظة الأولى، والسعى وحده لا يكفى، فالجميع يسعى، لكن الإرادة كانت أقوى وأشد عند الزمالك، وتميز عن الأهلى بسرعة رد الفعل فى مواجهة المشاكل، حتى لو بالصدام والصراخ والصوت العالى، وهى طريقة أختلف معها شكلاً ومضمونا، لكنها تبقى، فى ظل المعطيات التى يعيشها المجتمع وغياب الرقابة والحساب والعقاب، الطريقة المثلى للوصول إلى غايتك.

ويبقى من المهم ونحن نودع هذا الموسم بهذا الانتصار العظيم للزملكاوية، والذى لا يتكرر كثيرا، أن نبحث عن أسباب تفوق الزمالك وخسارة الأهلى، بعد هذا العمر من الاحتكار، وهى أمور تستحق التحليل والتدقيق والاجتهاد والحوار عن هذا الفوز الاستثنائى، والخسارة الصادمة للأهلاوية.

أولاً: فيما يخص القوة البشرية من اللاعبين، لا أجد فارقا شاسعا بين الزمالك والأهلى، بل الكفة الفنية والمهارية للاعبى الأهلى هى الأرجح، والنجوم واللاعبون الشباب المميزون به هم الأثقل والأميز، وإن كان توزيعهم على خطوط الفريق الأسوأ، حيث عاب الأهلى تراجع مستوى مدافعيه، وهو عيب مازال قائماً، حيث فشل حتى الآن فى تدعيم هذا الخط، وعجز عن إيجاد- ولو لاعب- يتبادل مع محمد نجيب وسعد سمير الأدوار، ونفس الحال فى خط الوسط المدافع، فإذا غاب المتألق حسام غالى، والمجاهد حسام عاشور، وقع الأهلى فى حيص بيص، بينما تكتلت القوة المهارية الفنية فى المجموعة الهجومية عبدالله السعيد ووليد سليمان وتريزيجيه ورمضان صبحى، ثم انضم إليهم فى الدور الثانى المتميز جداً مؤمن زكريا، وعلى النقيض فى الزمالك، فقوته أو لاعبوه الذين صنعوا الفارق توزعوا على خطوط الفريق الدفاعية، وأبرزهم على جبر، والوسط المدافع إبراهيم صلاح، وأحمد توفيق، والهجوم أيمن حفنى وباسم مرسى، إضافة إلى عمر جابر وحازم إمام فى الجبهة اليمنى، أقصد أن القوة الفنية والمهارية للزمالك توزعت داخل الملعب، وفى الأهلى تركزت فى منطقة واحدة.

أضف إلى ذلك سوء حظ الأهلى بكثرة الغيابات والإصابات، وحسن طالع الزمالك فى ثبات مستوى اللاعبين وسلامتهم فترات طويلة، ما سهَّل ثبات التشكيل إلا فى أضيق الحدود، وزاد لاعبى الزمالك قوة فى الإرادة والتحدى والإصرار، ما غاب فى فترات كثيرة عن لاعبى الأهلى، الذين غلَّبوا نوازعهم الشخصية على روح الجماعة.

ثانياً: كسر الزمالك كل قواعد المنطق والعلم والواقع فى تغيير أربعة أجهزة فنية خلال موسم واحد، ورغم ذلك فاز بالبطولة، بمعنى أن البطولة فى هذا الإنجاز لم تكن فى الجهاز الفنى مع كامل الاحترام والتقدير للمدرب الرائع فيريرا الذى أدار الجولات الأخيرة بحنكة واحترافية ووعى بقدرات لاعبيه وقراءة نقاط ضعف خصومه، فى حين لم يدرب الأهلى سوى اثنين فقط، الإسبانى جاريدو، والكابتن فتحى مبروك، والأول مازلت على موقفى، وذلك من قبيل القناعة وليس العناد، بأنه مدرب كفء لم تمهله الظروف ولم تسعفه خبرته القصيرة فى التأقلم السريع مع مناخ الكرة المصرية، وفشل فى أن يفرض شخصيته وطريقته على اللاعبين ويتولى القيادة منفرداً، وهو أمر انتبهت له الإدارة مبكراً، لكن تدخلها جاء متأخراً، وأقالته بدافع الضغط الجماهيرى أو من قبيل التضحية بأضعف أطراف المشكلة، وكالعادة جاء المخلص فتحى مبروك ولم يمهله الوقت والنقاط التى خسرها الفريق فى أن يعود للمنافسة، وخسر هو الآخر ما تبقى من فارق النقاط، أقصد أن هذا الموسم الاستثنائى ضرب القاعدة المستقرة، وهى أن الفريق الأكثر استقراراً هو الأقرب للبطولة.

ثالثاً: الإدارة الكروية أو ما هو معروف بـ«جهاز الكرة»، هنا تفوق الزمالك تفوقاً باهراً، وهذا الأمر نستنبطه بسهولة من تماسك الفريق ووحدة لاعبيه والتزامهم، رغم تغيير أربعة أجهزة فنية كانت كفيلة بتحويل الزمالك إلى شلل وجماعات وحروب أهلية وخناقات، لكن نجح إسماعيل يوسف فى أن يطوع اللاعبين عجينة سهلة التشكيل فى يد أى مدرب، ولم يجد صعوبة فى استبعاد من يريد وتثبيت من يراه مناسبا، دون تذمر أو غضب، بينما كان الحال فى الأهلى مختلفا، ورغم وجاهة الفكرة كما قلت من قبل فى اختيار مشرف عام صاحب خبرة ومدير كرة من النجوم الكبار المعتزلين، فإن الاندماج أو عملية الانصهار لم تأت بالنتيجة المرجوة، وهذا ليس لعيب شخصى فى أحد منهما، ولكنها الكيمياء والظروف وكثرة النجوم والنفوس الضعيفة التى تحفر طريق الفرقة والفتنة والمرض والانهزامية، عند وجود رأسين لجسم واحد، وكما تعلمون فإن الفتنة أشد من القتل، ولا أستبعد أن تكون الفتنة هى ما أضاعت الدورى من الأهلى.

رابعاً: الإعلام، وهو لاعب مهم فى ترجيح وتحفيز أى فريق، وهذا الموسم كان الإعلام أبيض ناصع البياض، ولا أتذكر أن هناك صحيفة أو برنامجا تليفزيونيا أو موقعا رياضيا تجرأ على انتقاد الزمالك بالتصريح أو التلميح، إلا فيما ندر، ومَن يكرر الانتقاد يَنَلْه سوء العذاب والتشهير والملاحقة، فآثر الأغلب الأعم السلامة، وذهب إلى الضعيف، وهو الأهلى، وإدارته المهذبة الخجولة المستكينة التى تعمل فى المدينة الفاضلة، وتخشى أن تشتبك مع مَن يشهر بها ويهاجمها ويسبها، بدعوى أن الحق سينتصر فى النهاية، وأن قيم ومبادئ الأهلى تُملى ألا يتصدى للدفاع عن نفسه، وأن الناس ستعلم الغث من السمين، وهو كلام محترم نظرياً ولكنه ضعيف عمليا، وصاحب الحق، إذا كان لديه حق، فعليه أن يدافع عنه ويقاتل حتى ينتزعه، فعدالة السماء لا تهبط إلا على مَن يطلبها ويصر عليها، لا من يجلس لينتظرها، والتعفف الذى تعاملت به إدارة الأهلى مع أطراف اللعبة أضرها كثيراً وسرَّب الإحباط إلى جسد الفريق، بينما المرة الوحيدة التى وقفت فيها إدارة الأهلى أمام غباء اتحاد الكرة وسلْبه حق فريقها فى لعب مباراته أمام الزمالك فى الملعب الذى يختاره، وقرارها عدم اللعب على ملعب الجونة، وإصرارها على نَيْل حقها المشروع، غيّر الموازين، وأعاد لها الحق، وزرع روح التفاؤل والقوة والعزيمة فى عروق لاعبيها وجماهيرها، وجاء الفوز المستحق ليعمق عقدة الزمالك، وهذا هو الانتصار الوحيد الذى خرج به الأهلى من الدورى. وألف مبروك الدرع للزملكاوية المحبين العاشقين الصابرين.

(المصدر: المصري اليوم 2015-08-06)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد