الواقع العربي بعد الإتفاق النووي مع إيران
بغض النظر عما قيل ويقال في الإتفاق النووي مع إيران ، فإن الحقيقة المرة ، أن إيران خرجت من محور الشر والإرهاب ، هكذا بجرة قلم ، لتترسخ الآن مصطلحات أخرى بعد أن يتحول " الشيطان الأكبر " إلى " الملاك الأعظم " ويتلاشى وصف "محور الشر " لصالح " محور الخير " .
تتحدث بعض التقارير عن " صفقات " تمت بين الولايات المتحدة وطهران تصل إلى ما يقرب من خمسين مليار دولار تم توقيع عقودها أثناء المفاوضات ، أي أن جلسات المفاوضات حول النووي الإيراني كانت جلسات " بزنس " ، ناهيك عن الـ 120 مليار دولار التي ستدخل المركزي الإيراني حال رفع العقوبات وما سيدخله تصدير النفط وغيره .
العلاقات الدولية تحكمها مصالح بالدرجة الأولى ، فلا عداءات دائمة ، ولا صداقات خالدة ، وهذا مفهوم ، إلا أن ما يحز في النفس ، ويعتمل في الصدر ، أن العرب ، هم الوحيدون الذين خرجوا من المولد بلا حمص : إذ لا مشروع لديهم لا قبل توقيع الإتفاقية ، ولا بعدها ، بسبب أن جميع بيضهم وضع في سلة واحدة .
لن تنعكس آثار هذه الإتفاقية إيجابا على أزمات المنطقة في ظل ولاية الفقيه ، لا في سوريا ولا العراق ولا اليمن ولا غيرها ، ذلك أن ما يحدث في هذه البلدان يخدم المصالح الإستراتيجية لنمط حكم قائم على مبدأ تصدير الثورة ، فإذا انهار هذا المبدأ انهار معه الحكم ذاته ، وإذا كان من المسلمات انهيار إسرائيل ودخولها في حرب أهلية في حال تخلي ساستها عن " أورشليم " و" أرض الميعاد " كما يقول الإسرائيليون أنفسهم ، فإن الحال ينطبق على إيران التي ستتكيف مع كل ما ورد في الإتفاقية وملاحقها باستثناء ما يتعارض مع قواعد وجود نظامها السياسي الحالي ، وأهدافها الإستراتيجية ، وعلى هذا جاءت تصريحات خامنئي المتحدية السبت ، المدعومة بانفجار في البحرين .
إن الإتفاقية النووية ، وبلا أدنى شك ، جعلت من إيران وكيلا ثانيا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة ولمصالح أصدقائها هي أيضا ، جنبا إلى جنب مع إسرائيل التي تؤكد كل التقارير الرصينة أن معارضتها للإتفاق – في حقيقة جوهره - ليس سوى " ابتزاز " للولايات المتحدة سيفيض عليها لبنا وعسلا وتسليحا .
ماذا سيفعل العرب ؟ .
الإجابة " معدومة " للأسف !.
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews