بكبح سعي طهران إلى القنبلة النووية إيران ما زالت هي التهديد الرئيسي
«هذا لا يعني أن العرب الإسرائيليين لا يهتمون بالموضوع الفلسطيني أو بحقوق الفلسطينيين»، هذا ما قاله لي صديق عربي عمل عشرات السنين في المجال السياسي والجماهيري في الوسط العربي، «لكننا مثل السنة في الدول العربية قلقون من التوسع الإيراني الذي يهددنا جميعا». كنت متفاجئا حيث أنه مما يُسمع في وسائل الإعلام وخصوصا خطابات اعضاء الكنيست العرب، يمكن أخذ الانطباع أن اغلبية العرب الإسرائيليين لا يهتمون إلا بالموضوع الفلسطيني.
وبخلاف اقوال صديقي أعلان، فان بعض السياسيين والمحللين الإسرائيليين يحاولون مؤخرا التقليل من التهديد الإيراني، سواء كانوا يؤمنون بذلك أو يتأثرون من الموقف الرسمي للولايات المتحدة أو كان هدفهم التهجم على رئيس الحكومة نتنياهو الذي يبرز اكثر من غيره في دق اجراس التحذير حول الموضوع الإيراني. هناك ايضا من يقول إن حزب الله وليس إيران هو التهديد الرئيس دون الاشارة إلى أن هذا التنظيم هو الذراع الممدودة لإيران وهو يعمل حسب توجيهاتها.
عدد من الصحافيين بادروا وقدموا تحليلاتهم لاقوال رئيس هيئة الاركان غابي آيزنكوت في المؤتمر السنوي في معهد بحوث الامن القومي، عن أن الاتفاق في إيران يحمل في ثناياه «مخاطر وفرص» وأنه لا يتوقع أن الإيرانيين سينطلقون إلى الامام في موضوع السلاح النووي في السنوات الخمسة القادمة. وحسب تحليلاتهم فان رئيس الاركان يختلف مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بخصوص التهديد الإيراني، وأن رئيس الاركان يعتقد أن المواقف المشتركة بين إسرائيل ومعظم العالم السني حول الموضوع الإيراني فتحت أمامنا فرصة للعلاقات السياسية العملية مع دول مثل السعودية ودول الخليج ـ ضد التهديد الإيراني. فهل يُلمح ايضا إلى أن تلك السنوات الخمسة ستستغلها إيران من اجل الانطلاق بعدها نحو تطوير القنبلة بسرعة أكبر.
ووندي ميلر ايضا، الدبلوماسية الأمريكية اليهودية التي ركزت المفاوضات مع إيران، لم تخف شكها في تأثيرات الاتفاق وشددت على أنه حسب رأيها، إيران هي دولة سيئة تقوم بافعال فظيعة وهي تحرض على الإرهاب. وقد أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في هذه الاثناء أن إيران قد تستغل مصادرها المالية من اجل توسيع اعمالها المذكورة أعلاه.
تزعم واشنطن أنه رغم اهتمام الاتفاق بالموضوع النووي فقط وليس بمواضيع اخرى، إلا أنه حقق هدفه الاساسي، أي كبح محاولة إيران للوصول إلى القنبلة، لكن القيادة في طهران تفسر الامر بشكل مختلف: صحيح أنها وضعت على نفسها قيودا مؤقتة في الموضوع النووي، لكن أحدا لا يمكنه تقييد أياديها في أي موضوع آخر.
من اجل لفت الانتباه حول الاتفاق النووي، فان واشنطن وشركاءها في اوروبا يبذلون جهدهم في هذه الايام على الصعيد السياسي والدعائي حول الصراع ضد داعش: ها نحن نحارب التهديد الإرهابي الحقيقي والعلاقات مع إيران تساعدنا في ذلك. ولكن هذا لا يقنع الدول العربية السنية وعلى رأسها السعودية أو إسرائيل التي تجد نفسها مهددة. فبالاضافة إلى الموضوع النووي تحاول طهران التوسع على المستوى الاقليمي وهي تعمل على توسيع قدراتها العسكرية التقليدية وتقدم السلاح لحزب الله ولجهات إرهابية اخرى في الشرق الاوسط. إن إيران توسع تواجدها في سوريا ولبنان دون أي عائق. لا يجب التقليل من خطر داعش، لكن الانتصار عليه هو شيء ممكن بشرط توصل الاطراف التي تحاربه إلى اتفاق حول الاستراتيجية والتكتيك وبشرط أن تكون الدول العربية السنية جزء من هذه الاستراتيجية. كل ذلك لن يحدث إذا لم تعترف الولايات المتحدة أن التهديد رقم واحد لسلامة المنطقة واستقرارها هو إيران.
(المصدر: إسرائيل اليوم 2016-01-27)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews