التنمية في قطاع السياحة
السياحة تلعب دوراً بارزاً في تنمية وتطوير اقتصادات الدول، لأنها توفر فرص عمل وتعمل على تدفق العملات والاستثمارات الأجنبية وتنشيط القطاعات الاقتصادية. فقد أظهرت إحصائيات منظمة السياحة العالمية أن مساهمة السياحة قدرت بنحو %15 من الناتج العالمي، بإيرادات تبلغ 1.4 تريليون دولار، وعدد العاملين نحو 210 ملايين موظف حول العالم، 15 مليوناً فقط في منطقة الشرق الأوسط. فالسياحة تخدم قطاعات كثيرة، منها النقل والعقار ومواد البناء والأثاث، والقطاع البحري ومكاتب السياحة والسفر وشركات الطيران، بالإضافة إلى العديد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مثال المطاعم والمقاهي وأعمال الإرشاد والمنتجعات العلاجية ومشاريع الرياضة المائية، وكذلك أعمال الحرف اليدوية وغيرها الكثير من المشاريع الصغيرة التي تلعب دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل. وقد استفادت الدول الخليجية بشكل كبير من عائدات القطاع السياحي في ناتجها المحلي القومي، ما عدا الكويت التي تأخرت في هذا المجال لأسباب عدة منها:
1 - عدم تبني الدولة لخطة استراتيجية واضحة لتشجيع وتنمية السياحة ووضعها ضمن سلم أولويات خطة التنمية، والاعتراف بدور السياحة في التوسع العمراني وخلق مناطق جذب سياحية، فضلاً عن دورها في استقطاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتنويع الاقتصاد ومصادر الدخل.
2 - عدم قيام الحكومة بإنشاء هيئة عامة مستقلة للسياحة تقوم بإدارة وتنظيم هذا القطاع الحيوي والترويج له وتشجيع الاستثمار المباشر لتطوير وتحسين بيئة الاستثمار وتسهيل الإجراءات والمعوقات أمام المستثمرين في قطاع السياحة وبناء شراكة حقيقية مع القطاع الخاص للاستثمار في الخدمات والمرافق ومواقع التراث.
3 - غياب القوانين المنظمة لقطاع السياحة التي تحفظ المقومات السياحية في البلد وتنظمها وتصنفها وفق معايير عالمية، تمهيداً لإصدار التراخيص الخاصة بالفنادق والمنتجعات وشركات الخدمات السياحية وغيرها وعدم توافقها مع القوانين والتصنيفات في الدول الخليجية.
4 - عدم وجود دراسات تفصيلية ومركزة عن الفرص الاستثمارية في قطاع السياحة، وغياب الصندوق لتشجيع الاستثمار السياحي وغياب البيئة الجاذبة للأعمال والدور الإعلامي لترويج للسياحة في الكويت، وتعثر الناقل الوطني ومشاريع المطار والمنافذ الحدودية.
5 ـ عدم وجود كليات أو معاهد متخصصة في السياحة وإدارة الفنادق والمرافق التي تؤهل الكوادر والكفاءات والخبراء وتجذب سياحة المؤتمرات والندوات.
يمكننا التغلب على جميع العوائق التي حالت دون تنمية قطاع السياحة في البلد، وذلك من خلال وضع وتطبيق خطة استراتيجية سياحية جادة ومعلنة من قبل الكفاءات المختصة، تضع إطاراً عاماً وخريطة طريق لتطوير القطاع السياحي ليكون رافداً مهماً في تنمية وتنويع مصادر الدخل، وتوفير فرص عمل للشباب، لتعيد للكويت مكانتها السياحية المتميزة.
(المصدر: القبس الكويتية 2015-07-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews