دروس مجانية من إفلاس «اليونان»
الأزمة العاصفة التي تعيشها منطقة اليورو واليونان ودول الاتحاد الأوروبي، حيث انخفض سعر اليورو مقابل الدولار ليصل أدنى سعر له منذ عشرة أعوام، ويتوقع انخفاضه في حال إعلان الإفلاس والانسحاب من منطقة اليورو، أزمة اليونان بدأت عام 2009 ومع عامي 2010 - 2011 شهدت اليونان ما سمي بحزمة الإنقاذ الأولى وكانت قروضا بـ 45 مليار يورو على مدى ثلاثة أعوام، ولكن الأزمة كانت عميقة، حيث تم ضخ 110 مليارات في حزمة الإنقاذ الثانية على شكل قروض ميسرة، وتم اعطاء اليونان فترة سداد أطول مما قرر لها وكانت المفوضية الأوروبية والاتحاد فرضا شروطاً أهمها إجراءات تقشف شديدة وخفض للإنفاق وتجميد رواتب الموظفين ومكافآت العمل الإضافي وبدلات السفر، وتم رفع الضرائب على المحروقات والمباني وترتب على ذلك سوء الأداء الصحي وإغلاق متاحف ومواقع أثرية وبعض المؤسسات الحكومية، ومنها مدارس، ورغم ذلك تراكمت المديونية الحكومية بنسبة %150 وأصبحت الحكومة تخدم الدين وعاجزة عن السداد مما فاقم الأزمة وبدأت المضاربة على السندات الحكومية وعرضت جزر للبيع وتخوف السياح من الذهاب لهذه الدولة، وتحولت اليونان من دولة الرفاه الاجتماعي وكانت من أسخى الدول بالمساعدات العامة والصرف على صناديق التقاعد، وهكذا في سنوات قصيرة تحولت اليونان ذات الاقتصاد المعتمد على السياحة والزراعة وصناعة واقتصاد متنوع الى مشكلة عالمية رغم صغر حجم اقتصادها مقارنة بدول أوروبا، وأثر خطر الإفلاس على اليورو وأوروبا وشاهدنا تدافع الناس على سحب المدخرات، وتواجه البنوك أزمة الإفلاس وساهم نقص السيولة في زيادة التظاهرات والأخطر ان هذه الكارثة الاقتصادية آثارها السياسية على منطقة قريبة من صراع الشرق الأوسط والنزاع التركي - اليوناني على قبرص، الدروس من أزمة اليونان كثيرة أهمها تلافي ترك الأزمات الاقتصادية من دون تحرك أو عدم كفاءة المعالجات، الدرس اليوناني يمكن ان يحدث في كل بلد أو مكان، وبلادنا ليست بعيدة لو استمر الحال، لا سمح الله، دون تخطيط وترك الحبل على الغارب وعلى الكيس والعاقل ان يتعظ.
(المصدر: القبس الكويتية 2015-07-09)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews