رجال الأعمال والفلوس الجاهلة
لا يعنيني- فى كثير أو قليل- قصور رجال الأعمال على النيل، أو منتجعاتهم الزراعية فى طريق مصر- الإسكندرية، وتلك الشاطئية فى الساحل الشمالى والبحر الأحمر، ولا طائراتهم الخاصة أو يخوتهم التى تمخر عباب الماء للصيد أو التسكع البحري، ولا مجوهراتهم النفيسة، ولا ثراء نسائهم النادر، أو اللوحات والتماثيل الأصلية وقطع الأنتيكة والسجاد التى ترصع جدران وأرضيات بل وسقوف بيوتهم، ولا شققهم أو قصورهم فى لندن وباريس، ولا رحلات الصيد التى يحجون فيها إلى المجر فى الخريف أو رحلات العلاج الطبيعى القاصدة كارلو فيفاري، ولا إهتمام أولئك (الرجال) بحقن وجوههم ونسخها وشدها ليصيروا أكثر نضارة وشباباً.
بل ولن أطيل الجدل حول أدوارهم المشبوهة فى إعاقة مشروع إطلاق مصر الجديدة.
أنا- فقط- أريد ألا تصبح ثروات هؤلاء مجرد مال جاهل يتكوم بغرض أن يوسعوا المتعة استمتاعاً وخلاص..أريد- وبالقطع أنتم معي- قوة خارقة- وحتي- (إلهية) تجبر أولئك الناس على أن يلعبوا دورا فى (الإضافة) لهذا البلد وليس فقط تكويمهم لمالهم الجاهل. ولقد تحدثت قبل ذلك- مراراً- عن وجوبية إسهام رجال الأعمال فى حماية تراث القاهرة التاريخية تجاوباً مع حملة دكتورة جليلة القاضي.
واليوم أتحدث عن بيت مدكور فى شارع التبانة بامتداد شارع باب الوزير بالضرب الأحمر وبمواجهة جامع طنبغا الماردنى احد أهم الآثار المملوكية فى العالم، وأحد الأماكن التى يمكن لرجال الأعمال تطهير ما لهم فيها.
تم تشييد البيت فى القرن الـ 19، وكان مصنفاً كأثر، وفى عام 2011 تم رفعه من قائمة المبانى الأثرية على يد رئيس الوزراء (أرجو أن أعرف من هو)..حصل الورثة الملاك على حكم قضائى بطرد السكان منه وتشييد برج إسكاني.
لو أن أحد رجال الأعمال إشترى بيت مدكور وأنفق على ترميمه وتنظيفه، لصان دماء تاريخياً جاء ذكره فى (الخطط التوفيقية) لعلى باشا مبارك..ولكن هل يعرفون على مبارك أو خططه التوفيقية؟!
(المصدر: الأهرام 2015-06-02)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews