معاريف : تزايد عدد العمليات سينتقل من الكم الى النوع وربما سنشهد انفجارا للوضع في وجه اسرائيل
ما زالت هذه ليست انتفاضة، ولكن عملية الدهس أمس هي حلقة في سلسلة الاحداث التي مركزها في القدس. كان هذا حادث الدهس الخامس في هذا العام والـ 11 خلال أقل من سنة، بمعدل عملية في الشهر.
سمات معظم العمليات متشابهة: شخص واحد منفرد، كما يسميه “الشباك”، يقرر في يوم ما قتل اليهود من خلال الدهس، على الاكثر فانه يتشاور مع عدد من أبناء عائلته قبل الانطلاق في طريقه. احيانا يكون القرار بتنفيذ العملية يتم اتخاذه في جزء من الثانية خلال عملية القيادة. ذلك الشخص المنفرد لا ينتمي الى أي تنظيم فلسطيني، وبالتأكيد ليس الى تنظيم ارهابي وعلى الاغلب لا يكون له ماض في المشاركة في اعمال العنف والتحريض وإن كان هناك حالات من هؤلاء الذين شاركوا في الماضي البعيد في المظاهرات وفي اعمال اخلال للنظام.
اذا كان من المبكر أن نسارع في استخلاص نتائج متسرعة، فان كمية العمليات التي تتم تحت غطاء حوادث الطرق، تتحول من كمية الى نوعية.
لقد بدأت هذه تشكل ظاهرة. إن قدرة “الشباك” والشرطة في التصدي لهذا التوجه محدودة جدا، وفي الحقيقة هي غير موجودة تقريبا. يستطيع “الشباك” التعامل مع تنظيمات، أن يخترقها، أن يزرع فيها عملاء، أن يجمع معلومات وأن يتابع نشطاء أو قادة. لكن ليس بالامكان جمع معلومات عن شخص منعزل أو عائلة، الذين يقررون بدون تحضيرات مسبقة واحيانا خلال جزء من الثانية أن ينفذوا عملية. وفي غياب معلومات مسبقة ليس بالامكان الحصول على انذار عن النية لتنفيذ عمل ارهابي.
هكذا، رغم أن الغطاء الاستخباراتي الجيد “للشباك” الذي يسيطر على المجتمع الفلسطيني، فانه في هذه الحالات لا يستطيع فعل شيء. الحل الظاهر الوحيد الذي يطرحونه في “الشباك” هو هدم المنازل. وحسب رأيهم فان هدم منازل المنفذين المنفردين يخلق ردعا. لكن هدم المنازل وحده وبكونه عقابا جماعيا، غير اخلاقي ولم يثبت نجاعته (لهذا فان حكومات اسرائيل الغت استخدام هذه الوسيلة)، كما أنه يرتبط بعملية قانونية طويلة. بالتأكيد في الحالات التي يدور فيها الحديث عن فلسطينيين ذوي مواطنة أو ساكن.
في الغرف المغلقة وفي النقاشات وفي اجهزة الامن وفي الحكومة يأملون في “الشباك” والجيش اعادة تجديد العملية السياسية. انهم يعرفون ان السلطة الفلسطينية بقيادة أبو مازن لا تقوم بتوجيه اعمال الارهاب ولا تشجعها ولا حتى الغمز لهم، كما كان يقوم بذلك ياسر عرفات. أبو مازن والسلطة يعارضون العمليات على أنواعها ويواصلون التعاون الامني مع اسرائيل. في جهاز الامن يدركون انه في غياب افق سياسي، مع اليأس والاحباط وانعدام الأمل والوضع الذي يغرق فيه المجتمع الفلسطيني، تتعاظم احتمالات أنه في يوم ما الكل سينفجر في وجه اسرائيل.
عضو الكنيست عومر بار ليف من المعسكر الصهيوني دعا أمس الى تعيين وزير للامن الداخلي. في هذا الغمز السياسي، الى جانب كونها لدغة سياسية، فانها دعوة معقولة. لكنه ايضا يعرف أنه حتى لو تم تعيين وزير كهذا فان هذا الامر لن يؤدي الى تغيير في سياسة حكومة نتنياهو اليمينية. لهذا فان المشكلة لن تُحل لكنها ستتعاظم وتحتد.
معاريف - يوسي ملمان - 21/5/2015
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews