مشروعات الجيش تكشف المستور «1»
لا اجد مبررا على الإطلاق للحملة و الانتقادات التى يقودها البعض ضد المشروعات المدنية التى تنفذها القوات المسلحة لأنها فى اعتقادى مضطرة الى ذلك لعدة أسباب، أهمها ان البلاد تعانى من مخاطر اقتصادية شديدة وبالتالى فهناك مسئولية وطنية على قادة الجيش لإنجاز العديد من هذه المشروعات بأقل تكلفة وفى وقت قياسى لدفع عجلة النمو الى جانب تحسين الخدمات التى تمثل ضرورة حيوية لحياة المواطنين.
كما أن التجربة كشفت المستور عن كواليس المشروعات التى كانت او مازالت تنفذها الشركات العامة والخاصة وما يصاحبها من البيروقراطية والفساد والترهل الادارى الذى يؤدى فى النهاية الى اهدار المال العام وتأخير التنفيذ وهى كوارث لا تتحملها البلاد، خاصة فى هذه الفترة شديدة الخطورة والظروف الاستثنائية، وهذا لا يعنى اننى ضد القطاع الخاص بل اننى من أشد المؤيدين لخصخصة الخدمات والأنشطة تحت مظلة الشفافية والعدالة التى تحقق المصلحة العامة، وبالتالى يجب ان يكون هذا المستوى من الأداء درسا للجميع فى الجدية والانضباط والعمل على التخلص من السلبية والاهمال الذى يعتبر العدو الاول للمجتمع.
وحتى تكون الصورة اكثر وضوحا سأضرب مثالا على ذلك فى قطاع النقل البحري، فقد بدأ العمل فى تطوير ميناء الغردقة السياحى منذ 2007 وظل يعانى من التعثر لمدة تقترب من 7 سنوات وعندما طلب المسئولون من احدى شركات القطاع الخاص استكمال المشروع طلبت مبلغا يتجاوز 400مليون جنيه، الامر الذى تقرر إسناده الى الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة التى انجزته على مستوى عالمى وبتكلفة حوالى 160 مليون جنيه فى 11 شهرا فقط ولم تنتظر الحصول على المخصصات المالية بل تولت التنفيذ والانفاق الى حين التسوية مع وزارة النقل، هذا مثال واحد يكشف الفارق الرهيب فى التكلفة و سرعة الإنجاز والجودة والكفاءة.
فاصل قصير : ذهب الباعة الجائلون من ميدان رمسيس وبقيت فوضى المشاة والميكروباص ،لابد ان تكتمل الصورة بتطبيق القانون على الجميع ، اللهم احفظ بلادي.
(المصدر: الأهرام 2015-05-05)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews