أسرار الضربة العسكرية
الضربة العسكرية العربية للحوثيين فى اليمن، هى بداية حقيقية على تفهم الأمة العربية للمخططات والمؤامرات الإجرامية التى تحاك ضد العرب، وهى خطوة مهمة فى توحد الأمة العربية ضد مخططات التقسيم والتشرذم المرسومة للمنطقة العربية، طبقاً لاتفاقية مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى كانت تعتزم القيام به الصهيونية الأمريكية لصالح إسرائيل وبقائها القوة الوحيدة فى المنطقة العربية.
الحقيقة أن مصر كانت سباقة الى تفهم المواقف التى تدبر للأمة العربية، منذ اندلاع ما يسمى بالربيع العربى، الذى استغلت فيه أمريكا والغرب حالة الهوان الذى تعرضت له الشعوب العربية ودغدغة مشاعرهم تحت دعاوى الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة، فى حين أن النية والتخطيط كانتا لتشرذم الأمة العربية وتحويلها إلى دويلات صغيرة لا تهش ولا تنش، وبدأت بإشعال العصبيات الطائفية والمذهبية، وتزايد نعرات الفرقة والتشرذم.. أما المخطط الثانى فكان فى تغذية الإرهاب لإشعال الفتن، وعن طريق صناعة التنظيمات الإرهابية وتمويلها بالمال والسلاح واحتضانها بكل وسائل الاحتضان المختلفة والمتعددة، وهى طريقة ليست غريبة أو مبتدعة على الغرب، فقد نفذتها من قبل بريطانيا حتى مكنت إسرائيل من إنشاء كيانها الموجود حالياً وعلى حساب الأمة العربية.
كانت مصر بخبرتها السياسية الطويلة سباقة إلى هذه الأمور وفطن المصريون بفطرتهم الذكية لهذه الألاعيب وقاموا بثورة 30 يونية التى أحبطت تنفيذ المخطط الصهيوأمريكى خاصة بعد صعود جماعة الإخوان إلى الحكم وقيامها بتنفيذ هذا المخطط على اعتبار أنها أداة من أدوات الغرب وأمريكا لتحقيق هذه المؤامرات، وقد تصورت «الجماعة» خطأ أنها ملكت الدنيا هى ومن على شاكلتها وأشياعها.. وأفشل المصريون هذا المخطط الغربى الأمريكى وأصيبت واشنطن وتوابعها من الغربيين بخيبة أمل بعد ثورة «30 يونية» وإعلان المصريين الحرب على الإرهاب.
وتفهمت الأمة العربية كل هذه المخططات وتم تشكيل التحالف العربى العسكرى لتوجيه ضربات مركزة ضد جماعة الحوثيين فى اليمن، لإنقاذ هذا البلد العربى من التشرذم وضياع هذه الدولة بسبب حفنة من الإرهابيين تصرفاتها الإجرامية لا تقل عن الجماعة الإخوانية سواء فى مصر أو خارجها.
فالأمر لا يمكن السكوت عليه أمام ما يحدث فى اليمن، وهذا ما عجل بسرعة توجيه الضربة ضد هؤلاء الإرهابيين.. وهذا ما يدعو الى تفعيل فكرة الجيش العربى الموحد حتى يكون جاهزاً دائماً لكل من تسول له نفسه أن ينال من الأمن القومى العربى، وهذا يدعونا أيضاً الى ضرورة تفعيل الوحدة العربية فى كافة المجالات سواء كانت سياسية أو اقتصادية واستغلال الموارد الاقتصادية والبشرية فى كل البلدان العربية.
الآن فعلاً قد آن الأوان لأن تضع الأمة العربية نصب عينيها عدم التراخى أو التكاسل أمام ما يحدث من مخططات ومؤامرات تصر الصهيونية الأمريكية على تنفيذها ضد الأمة العربية، تارة باحتضان الإرهاب وأهله، وأخرى بتصعيد النعرات الطائفية والمذهبية.. وبالتالى فإن توجيه الضربات للحوثيين يأتى فى إطار اقتلاع جذور كل الأموال التى يتم استخدامها فى تفتيت الدول العربية وتشرذمها.
(المصدر: الوفد المصرية 2015-03-29)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews