الضربة العسكرية مسألة وقت
لم يعد السؤال الذي يدور في أورقة المجتمع الدولي هل خرق النظام السوري الخطوط الحمراء باستخدامه للسلاح الكيماوي ضد شعبه؟ بل هل سينجح النظام في الإفلات من العقاب رغم تزايد الدعم الدولي لتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام في سوريا تضعف قدراته وتمنعه من استخدام السلاح الكيماوي مجددا ضد المدنيين.
لقد كشف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المؤتمر الصحفي المشترك مع سعادة وزير الخارجية الدكتور خالد بن محمد العطية في باريس "أن عشرين دولة تدعم واشنطن في الضربة العسكرية المحتملة ضد النظام السوري، وأن تلك الدول ستعلن خلال الـ 24 ساعة القادمة مواقفها المؤيدة" ما يدفع إلى القول أن توجيه الضربة العسكرية للنظام السوري أصبحت مسألة وقت لا أكثر وأن المجتمع الدولي الذي صمت على المجازر والجرائم التي ارتكبها النظام في سوريا ضد أبناء شعبه على مدار أكثر من عامين ونصف العام قد نفد صبره بعد مجزرة الكيماوي التي وقعت أواخر الشهر الماضي في ريف دمشق وأنه لم يعد يجد مفرا من محاسبة النظام السوري على أفعاله.
لقد أكد سعادة وزير الخارجية سعي قطر لتوفير الحماية للشعب السوري وهو الإجراء الذي طالبت به قطر بعد فشل المبادرات السياسية لحل الأزمة السورية ومواصلة النظام لسياسة القتل والتدمير ضد الشعب السوري وضد المدن والبلدات السورية مشيرا إلى أن الدوحة تدعم البيان الذي وقعته "12" دولة من مجموعة العشرين، والذي دعا إلى رد دولي قوي على الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق الشهر الماضي داعيا كل الدول للتوقيع على هذا البيان من أجل حماية الشعب السوري.
إن التبجح برفض التدخل الأجنبي في الأزمة السورية حجة غير منطقية فالتدخل الأجنبي في سوريا حاصل بالفعل منذ أكثر من عامين ونصف العام من قبل أطراف كثيرة، بسبب تعنت النظام ورفضه الإصغاء لصوت العقل والحكمة وإفشاله لجميع المبادرات التي دعت للحل السلمي والحوار بين السوريين، فالتدخل لم يبدأ الآن فضلا عن أن القتل في سوريا مستمر منذ نحو ثلاث سنوات ولم يبدأ فقط في 21 أغسطس الماضي حينما قصف النظام بالسلاح الكيميائي غوطة دمشق نفد معها صبر المجتمع الدولي من نظام لا يقيم وزنا للحياة الإنسانية.
إن الجميع على قناعة أنه لا يوجد سوى حل سياسي للأزمة في سوريا لكن الجميع على قناعة أيضا أنه لا يمكن تحقيق هذا الحل في ظل اتباع النظام لخياره في قتل أبناء الشعب السوري كوسيلة وحيدة لإخماد الثورة وإجهاض مطالبه بالحرية والديمقراطية والتغيير.
( المصدر الراية القطرية 8/9/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews