الانتخابات البريطانية وخطط مكافحة التطرف وراء تأجيل نشر نتائج تقرير الإخوان
إن تحديد موقف الحكومة فى لندن من جماعة الإخوان المسلمين، كان دوما واحدا من أصعب التحديات التى تواجه رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون فى الأيام الأخيرة لحكومته الائتلافية.
أنه على مدار أشهر، أجلت الحكومة نشر تقريرها حول الإخوان المسلمين، والذى خلص إلى أن الجماعة ليست منظمة إرهابية، وهى النتيجة التى هددت ببدء خلاف دبلوماسى مع السعودية. لكن الانتظار بدا وكأنه ينتهى عندما وافق داوننج ستريت على الكشف عن التقرير ورد الحكومة عليه.
وأمضى المسئولون الأيام الأخيرة فى الإعداد للتخفيف من أى تكدير فى العلاقات الخارجية بسبب التوصل إلى نتيجة أن الإخوان حركة شرعية لا ينبغى أن تكون محظورة. غير أن الحكومة عدلت عن رأيها قبل ساعات من الوقت الذى كان من المقرر فيه أن ينشر التقرير، وأعلنت تأجيله مرة أخرى.
وأوضحت أنها خططت دوما للكشف عن الوثيقة فى نفس الوقت، فى ظل استمرار مناقشة خطط جديدة لمكافحة التطرف. واعترف المسئولون أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة فى خطط مكافحة التطرف، وألمحوا بشدة إلى عدم وجود وقت لنشرها قبل أن يتم حل البرلمان هذا الشهر. والنتيجة أن القرار بشأن النهج الذى ستتخده بريطانيا إزاء الإخوان سيتم تأجيله على الأرجح حتى إجراء الانتخابات، وربما يتم تأجيله لفترة أطول لو كان هناك تغيير فى الحكومة. وأصرت مصادر بالحكومة البريطانية على أن التأجيل الأخير سببه عثرة بيروقراطية أكثر من كونه مؤامرة، لكنه سبب راحة للدبلوماسيين الذين تحرروا من احتمال إجراء محادثات محرجة مع نظرائهم فى السعودية ومصر والإمارات. وقال وزير الخارجية البريطانى السابق مالكوم ريفكيند إن إصدار قرار التأجيل فى اللحظة الأخيرة كان غريبا جدا. وأضاف: "هو موضوع حساس لكنه لا يفسر لماذا كانت هناك خطط لنشر التقرير أمس".
من ناحية أخرى، قال الكاتب كيم سينجوبتا، إن طبيعة الإخوان المسلمين قضية تثير الانقسام فى الرأى الدولى، ولها تأثير مباشر على النزاعات الأخيرة التى أدت إلى ضياع أرواح كثيرة. فمن ناحية، هناك من يرون أن الجماعة تعبير شرعى عن الإسلام السياسى الذين يجب أن يتم السماح له بلعب دور فى نظام الحكم.
وعلى الجانب الآخر، هناك من يقولون إن الجماعة عازمة على استخدام القوة الغادرة، واستخدام العملية الانتخابية للوصول إلى السلطة بهدف قمع الديمقراطية وتأسيس دولة أصولية.
ونقل الكاتب عن مسئول أمنى إسرائيلى رفيع المستوى قوله له، إن الجماعة هى حصان طروادة، لا تؤمن حقا بالديمقراطية. وأضاف قائلا إنهم، "الإسرائيليون"، لا يريدون الخوض فيما يعتقدونه بشأن التقرير البريطانى حول الجماعة علانية.
وخلص سينجوبتا قائلا، إنه فى ظل مناخ العنف الجهادى الحالى، تحتاج بريطانيا إلى مساعدة دول مثل السعودية فى محاربة الإرهاب، كما أن المملكة ودول الخليج الأخرى أسواق هامة للصادرات. وبذلك لا ينبغى أن يكون هناك دهشة من تبنى داوننج ستريت خيارا مناسبا بتأجيل نشر التقرير لو كان يبرئ الإخوان.
(المصدر: الإندبندنت 2015-03-17)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews