تحديات قطاع الاتصالات
المنافسة "سر" التغيير والنجاح والتطوير، إجبارياً وليس خياراً وإلا تجاوزك القطار "التنافسي" بلا عودة. قطاع الاتصالات بالمملكة الآن لن أقول يعاني من المنافسة، بل يعيش "تحديات" كبيرة لكي يحقق "نمواً" وهذا هو أكبر التحديات للقطاع "كيف يحقق النمو بكفاءة أعلى وأسعار أقل" معادلة صعبة ؟! هي حقيقة صعبة، ولكن يجب أن تكون قد أدركت شركات القطاع حجم هذه التحديات، وأن تكون وضعت خيارات ومسارات عديدة للمحافظة على الإيرادات و "النمو" وهذا ما سيضع التحديات كبيرة أمام الشركات ومستثمري القطاع. ولا زلت مؤمناً أن القطاع يمكن أن يحقق النمو من خلال عدة خيارات أولها، ترشيد النفقات والتشغيل الأمثل كتكلفة ولا تكون مبالغات أو تضخيم لها، كذلك أهمية ضخ منتجات جديدة سواء خدمات أو منتجاً، ويمكن أن يكون هناك أيضا استحواذات، كذلك التوسه بالنطاق العريض بالمملكة فلا زالت الفرصة كبيرة، وأصبح هو الأساس، كذلك أهمية طرح خدمات "المحتوى" وهي متعددة وكثيرة ولا حصر لها، بل يجب تشجيع المبدعين وكل مختص، فقد انتهت مسألة العميل يبحث عن شركة اتصالات بقدر ما اصبحت الشركات تبحث عن العميل.
كل ما يحدث بقطاع الاتصالات هو في خدمة المستهلك النهائي لاشك بذلك، وقد تغيرت الخدمة للأفضل وأسعار أقل، واشهد هنا أن الشركات الاتصالات بغالبها أفضل كثيراً من شركات بأوروبا أو حتى أمريكا ومن تجربة شخصية، ولست بصدد الثناء وإبراز دورها، ولكن الأهم لدي هنا هو ان تستمر شركات الاتصالات تربح بدون أجحاف كبير على العملاء، فاستمرارها يعني خدمة افضل وتطوير أجود وتنافسية مفيدة، ليس صحيحاً أن تخسر الشركات أو تتلقص أرباحها لكي نقول إنها جيدة، فلا خدمة جيدة بدون عائد جيد للشركات وأكرر بلا إجحاف، يهمنا نجاح القطاع ككل، وأن تستمر فهي شركات وطنية في النهاية، وعليها أن تطور نفسها وتحفظ عملها جيدا بأقل التكاليف وأعلى مستويات الكفاءة والجودة السعرية، فالسوق لن يرحم وهو متشبع الآن والنمو ضعيف، إذا عليها أن تتحرك وتبتكر وتغير مواقعها وتعمل، التحديات كبيرة وملموسة كما نشاهد الآن.
دور صناع القرار بشركات الاتصالات مهم، وأهميته تعني أن يكون هناك استمرار نمو الإيرادات وبربحية وبخدمة جيدة وسعر تنافسي، هنا دور صناع القرار بالقطاع للشركات، وهو ما ينتظر أن تكون هي تحديات المستقبل للقطاع والتعامل الواقعي مع السوق بلا مبالغات أو مجازفات لا تحتمل فالسوق لا يرحم أبداً.
(المصدر: الرياض 2015-02-26)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews