تحول في السياسة الأمريكية لإنهاء الأزمة في سوريا
أن دعم الولايات المتحدة لمبادرتى الأمم المتحدة وروسيا لإنهاء الصراع الدائر فى سوريا يؤكد تحولا فى وجهة النظر الأمريكية اٍزاء كيفية إنهاء الأزمة فى سوريا وتراجع مطالب الغرب برحيل النظام السورى على الفور.
أن الإدارة الأمريكية تؤكد دائما على أن التوصل إلى تسوية سياسية دائمة فى سوريا يتطلب رحيل الرئيس بشار الأسد، غير أن جمود الوضع العسكرى وتواجد العناصر المتشددة المسلحة وتفاقم الأزمة الإنسانية التى تعد الأسوأ فى العالم، جعل الولايات المتحدة تساير الجهود الدبلوماسية الدولية التى قد تؤدى إلى تغيير تدريجى فى سوريا، مع بدء إيمان واشنطن حاليا بأن الإطاحة بالرئيس بشار لن يساهم فى كبح جماح الفوضى والتطرف.
وقد أكد المسئولون الأمريكيون للنظام السورى عبر وسطاء عراقيين أن الجيش السورى ليس هدفا للولايات المتحدة، فى الوقت الذى تقصف فيه الطائرات الأمريكية مواقع العناصر المتشددة فى سوريا، وتواصل الولايات المتحدة تدريب المعارضة السورية وتزويدها بالسلاح ولكن لمحاربة المتشددين وليس الحكومة، أن الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى رحبت بصورة علنية بمبادرتى الأمم المتحدة وروسيا، وهو ما سيؤجل إطار عمل جنيف الذى تدعمه واشنطن والذى يدعو إلى نقل السلطة إلى إدارة انتقالية.
ورحب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى الأسبوع الماضى بالمبادرتين فى حين لم يذكر تخلى الرئيس بشار عن السلطة إذ قال إن بشار هو أحد الزعماء الذى يحتاج إلى تغيير سياساته، وقال كيرى إنه حان الوقت للرئيس الأسد ونظامه أن يضعوا الشعب على رأس أولوياتهم، وأن يفكروا فى عواقب أفعالهم التى تجذب مزيدا من الإرهابيين إلى سوريا.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دى مستورا إنه يجب الأخذ فى الاعتبار عوامل جديدة مثل صعود تنظيم داعش، وأنه لا يمكن محاولة ترتيب لعقد الجولة الثالثة من جنيف قبل بناء دعم لا لبس فيه من جانب الحكومة السورية والمعارضة لنوع من "العملية السياسية السورية".
إن البحث عن حل سياسى والذى قال دى مستورا عنه "إنه يجب الأخذ فى الاعتبار ليس فقط إطار عمل جنيف بل أيضا الحاجة إلى التكيف مع الطموحات بدون شروط مسبقة، تمشيا مع العوامل الجديدة التى ظهرت على أرض الواقع مثل داعش"، يعكس وجهة نظر مسئولى الأمم المتحدة التى تبنوها بالنسبة لسوريا منذ فترة طويلة، وهى أنه يتعين على الغرب التكيف مع الواقع القائل بأن المعارضة السورية فشلت فى هزيمة النظام السورى.
(المصدر: نيويورك تايمز 2015-01-20)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews