أرباح الشركات تعكس تأثير انخفاض أسعار النفط
الانخفاض الحاد في أسعار النفط الخام في الأشهر الأخيرة ترك وول ستريت تكافح من أجل توضيح الأثر الذي سيتركه ذلك على أرباح الشركات في الولايات المتحدة بشكل عام.
ولا يزال من المتوقع أن ترتفع أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز خلال الربع الرابع، نظرا لتحسن النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة وبلوغ متوسط إيجاد فرص العمل ما يقارب 250 ألف وظيفة شهرياً في عام 2014. لكن توقعات أسعار النفط تلقي بظلالها على سوق الأسهم التي تميز اندفاعها المتصاعد في الأعوام الأخيرة بعدم وجود تصحيحات ملموسة في الأعوام الثلاثة الماضية.
هناك اختلافات في الرأي بين خبراء الاستراتيجية في وول ستريت حول كيف سيؤثر انخفاض أسعار النفط في السوق بشكل عام. يقول بعض خبراء جولدمان ساكس إن أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يمكن أن ترتفع بمعدل دولارين لكل انخفاض بمعدل عشرة دولارات في سعر برميل النفط في عام 2015. لكن خبراء يو بي إس يقدّرن أن كل زيادة بمقدار عشرة دولارات على سعر برميل النفط سترفع أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة دولار واحد تقريباً للسهم.
يقول توبياس ليفكوفيتش، خبير الاستراتيجية في سيتي جروب: "في حال تقلّصت توقعات قطاع الطاقة أكثر دون أي تغييرات صاعدة في مجالات أخرى، فمن الإنصاف النظر في الحاجة لتخفيض توقعات النمو الكلي".
وتم تخفيض توقعات أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز في الأسابيع التي سبقت موسم أرباح الربع الرابع، التي انطلقت مع النتائج من شركة ألكوا يوم الإثنين الماضي، في الوقت الذي يقلص فيه محللون توقعاتهم لقطاع الطاقة.
وما يعوض عن كآبة صناعة الطاقة هو تخفيض ضريبي من الناحية العملية يُقدّر بحدود 150 مليار دولار من أسعار البنزين المنخفضة، التي أدت إلى تخفيض تكاليف المدخلات بالنسبة للمنتجين الصناعيين. وإلى جانب تعزيز الإنفاق الاستهلاكي، تبيّن أن من الصعب احتساب التعزيز الإجمالي للاقتصاد. ويقول هوارد سيلفربلات، محلل الأسهم الأول في مؤشرات ستاندرد أند بورز داو جونز: "نحن لدينا تخمينات، تخمينات مستنيرة، وتخمينات مدعمة بأدلة. لكنك لا تعرف أين ستستقر أسعار النفط، ولا تعرف كيف سيكون أداء إصدارات سندات الطاقة، بما في ذلك على ربحيّتها ونفقاتها".
انخفضت توقعات أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز للربع الرابع بثبات منذ الأول من تموز (يوليو)، عندما بدأت أسعار خام برنت التراجع من أكثر من 110 دولارات للبرميل. يتوقع محللو وول ستريت حالياً زيادة بنسبة 4.9 في المائة على أساس سنوي في أرباح المؤشر لتصبح 29.74 دولار للسهم، وفقاً لوكالة ستاندرد آند بورز كابيتال آي كيو.
وواجه قطاع الطاقة وطأة التخفيضات، مع توقع المحللين جميعاً تراجع في أرباح الأسهم بنسبة 20.6 في المائة. وقبل ستة أشهر كان من المتوقع أن يحقق القطاع مكاسب أرباح لكل سهم بنسبة 13.4 في المائة. وخلال تلك الفترة انخفضت أسعار النفط الخام بنسبة 56 في المائة، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز للطاقة بنسبة 22 في المائة، متعقباً الانخفاض بنسبة 4 في المائة من قِبل مؤشر الشركات الممتازة الأوسع.
الإيرادات أيضاً تتعرض للضغط ومن المتوقع أن يعلن قطاع الطاقة عن انخفاض المبيعات بأرقام من خانتين على مدى أربعة أرباع متتالية. ويقول نيكولاس كولاس، كبير خبراء استراتيجية السوق في كونفيرجيكس، إن تخفيضات التوقعات ربما تظل أعلى من المتوقع ولا تستطيع الشركات الوصول إليها.
ويضيف: "المحللون يبحثون عن توجيه من الشركات في عام 2015 في البيئة الحالية. كانت لدينا حركة في قطاع الطاقة تحصل مرة واحدة كل جيل والسوق تحتاج إلى بعض الوقت حتى تستوعب ما يعنيه ذلك بالنسبة للصورة الاقتصادية وللأرباح. وهذا لم يتم بعد".
ولاحظت سيتي جروب أيضاً أن التقديرات لا تزال مرتفعة فوق الحد. وفي كانون الأول (ديسمبر) حذر ديفيد بيانكو، خبير الاستراتيجية في دويتشه بانك، العملاء من أن "أرباح قطاع الطاقة قد تنخفض أكثر بكثير من تقديرنا البالغ نحو 30 في المائة" في حال لم ترتفع أسعار النفط.
والنصيب الأكبر من الألم شعرت به شركات النفط والغاز الصغيرة والمتوسطة الحجم التي لا تملك رأس المال لتحمّل بقاء سعر النفط أقل من 50 دولارا لفترة طويلة. لكن الشركات الممتازة ضمن مؤشر ستاندر آند بورز 500 لم تكن منيعة. فقد حذّرت جنرال إلكتريك من أن الأرباح التشغيلية من قسم الخدمات النفطية الجديد التابع لها قد تنخفض بنسبة تصل إلى 5 في المائة، في حين قلصت شركة كونوكو فيليبس خطط الإنفاق الرأسمالي بنسبة 20 في المائة.
كذلك تراجعت أسهم كاتربيلار، المجموعة الصناعية التي تنتج المعدات لشركات التعدين وحفارات النفط والغاز، بنسبة تزيد على 5 في المائة، وفقاً لتقرير من جيه بي مورجان الأسبوع الماضي حذّر من أن انكشاف الشركة أمام سوق الطاقة قد يؤثر على ما يقارب 30 في المائة من إيراداتها.
يقول كولاس إن هناك أملا في أن "الكسب المفاجئ" من أسعار النفط المنخفضة سيعمل على إنعاش الإنفاق التقديري في النصف الثاني.
(المصدر: فاينانشال تايمز 2015-01-19)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews