النفط الى 35 دولاراً قريباً جداً
بات الجميع ممّن يتعاطون العمليات المرتبطة بالقطاع النفطي من مُنتمين ومسوّقين وتجار مقتنعين بأنّ انخفاض اسعار النفط سوف يستمر وهو الاكبر منذ العام 2008. ويتوقع الكثيرون ان يبلغ سعر برميل النفط قبل نهاية شهر شباط المقبل مستوى 35 دولاراً. ويأتي ذلك مع تمسّك كل من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت بقرار عدم تخفيض الانتاج ولجم تراجع الاسعار.
كما يتوقع ان تبقى الاسعار منخفضة لفترة من الزمن، الأمر الذي يدفع الكثير من المنتجين للتحسّب لتراجع دراماتيكي لأسعار النفط. وكانت الاسعار قد تراجعت في التاسع من شهر كانون الثاني الجاري دون مستوى 50 دولاراً للمرة الاولى منذ نيسان من العام 2009 عندما بلغت الاسبوع الماضي 48,39 دولاراً للبرميل.
واكدت منظمة اوبك، وهي اكبر منتج للنفط في العالم، أي انها تنتج نحو 40 في المئة من الانتاج العالمي على مدى 12 مرة متكررة، انها لن تخفض انتاجها مهما تراجعت الاسعار. واذا ما تراجعت الاسعار دون مستوى 40 دولاراً، فإنّ الانتاج النفطي في بعض المناطق، ومنها بعض انحاء الولايات المتحدة الاميركية، لن يعود مُربحاً.
وقد يصمد المنتجون لبرهة من الزمن بفضل عقد اتفاق عمليات مالية مؤجلة ومستقبلية على الاسعار قبل تراجعها، مما يجعلهم يفوقون الارباح خلال فترة ما، لكن بعد ذلك لن يعود بالإمكان الصمود اكثر. وكانت اسعار النفط تابعت أمس تراجعها دون مستوى 50 دولاراً لكل من النفط الاميركي في نيويورك ومزيج برنت الخام في اوروبا.
وكان النفط تراجع الى 45 دولاراً للبرميل قبل بيانات اميركية توقعت ارتفاع حجم المخزونات الاستراتيجية الاميركية من النفط. ويعكس ذلك ارتفاع حجم المعروض من ناحية وتراجع الطلب في المقابل، ما دفع الاسعار الى ادنى مستوى لها في خمس سنوات ونصف السنة.
وكان النفط قد تراجع نحو 5 في المئة خلال العام الماضي. وهي الخسارة الاكبر منذ الازمة المالية العالمية في العام 2008. وجاء ذلك مع ارتفاع حجم الانتاج الاميركي من النفط بأكبر نسبة في ثلاثة عقود من الزمن. وقابل ذلك رفض منظمة اوبك تخفيض حجم انتاجها النفطي. ولا يتوقع ان تصِل الاسواق الى حالة من التوازن بين العرض والطلب قبل تراجع اسعار النفط دون مستوى الاربعين دولاراً.
وعلى رغم كل شيء فإنّ الامارات العربية المتحدة تخطط الى رفع حجم انتاجها النفطي الى 3,5 مليون برميل يومياً بحلول العام 2017 مقابل 2,7 مليون برميل حالياً. وتقدر قطر الفائض في المعروض العالمي من النفط يومياً بنحو مليوني برميل.
(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2015-01-14)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews