الرئيس المصري ضرب مثالا صادقا في الدعوة للتسامح والتعددية الدينية
إن الرئيس عبد الفتاح السيسى ضرب أكثر مثال صادق فى الرغبة الحقيقية نحو إصلاح الإسلام وتنقيته من التفسيرات والنصوص المتطرفة.
أنه فى أعقاب الهجوم على مقر صحيفة شارلى إيبدو الفرنسية قام الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند بنداء من أجل الوحدة وعدم الخلط بين هؤلاء الإرهابيين والمتعصبين والدين الإسلامى، لكن فى الوقت نفسه قدم الرئيس السيسى مثالا أكثر صدقا فى تأكيد هذه الرسالة.
أنه قبل أيام قليلة من الهجوم الوحشى على الصحيفة الفرنسية والذى أسفر عن مقتل 12 شخصا، افتتح الرئيس السيسى العام الجديد بنداء من اجل ثورة دينية لتنقية الإسلام من الأفكار العنيفة التى تدمر الدين من الداخل وتصنع أعداء له فى جميع أنحاء العالم.
ويقول الرئيس السيسى في خطاب لشيوخ الأزهر فى هذا الصدد: "هذا هو استعداء للعالم بأسره. إنه استعداء للعالم! هل هذا يعنى أن 1.6 مليار مسلم يرغبون فى قتل بقية سكان العالم، الذين عددهم 7 مليار، بحيث هم أنفسهم سيعيشون؟".
إن ما دعا إليه السيسى ليس تغييرا فى الدين نفسه، لكن فى تفسير النصوص المقدسة لتتفق مع واقع اليوم. أن الرئيس المصرى على حق وقد قوبلت كلمته بالترحيب فى العالم. كما أنه ليس من قِبَل الصدفة أن تترافق مع زيارة تاريخية للكاتدرائية، إذ أصبح السيسى أول رئيس مصر يحضر قداس عيد الميلاد لتهنئة الأقباط بنفسه، وهذا جزء من جهوده لتأكيد رسالته للمساواة بين جميع المصريين.
هناك معضلة بين جهود السيسى على صعيد الإصلاح الدينى والدعوة للتسامح والتعددية الدينية وما يتعلق بخنق المعارضة مشيرة إلى أن اختبار رسالته يتلخص فيما إذا كانت تلقى ثقة بين أولئك الذين يميلون لجماعة الإخوان المسلمين.
إنه ربما تكون الكثير من تحركات حكومة السيسى مبررة لإستعادة النظام والأمن إلى مصر، لكنها ستلقى بظلالها على مصداقية رسالته لإصلاح الخطاب الإسلامى. فأى جهد بشأن تأكيد التزام الإسلام بالحرية والتسامح سوف يلقى أطيب التمنيات من الغرب، لكن الثورة الدينية فى الإسلام لن تحظى بمصداقية إذا نظر إليها البعض على أنها أداة للقمع من قبل الدولة المصرية.
(المصدر: نيويورك بوست 2015-01-11)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews