ليبرمان سيجلب السلام
إن من لم ييأس من السلام (ولا شك أنه توجد اسباب جيدة لهذا اليأس، ليس بسبب اعمالنا بل بسبب اعمال خصومنا أيضا)، أقترح عليه أن لا يفرح لسوء حظ افيغدور ليبرمان، ليس بسبب أنه «لا تفرح لسقوط عدوك»، بل العكس: ليبرمان ليس عدوا للسلام ـ من وجهة نظر واقعية، فهو الفرصة الوحيدة لتحقيق السلام في المستقبل القريب.
بالنسبة لاولئك الذين تخلوا باشمئزاز عن هذا المجال فاني اؤكد لهم أنني لا أتكلم بشكل عاطفي، وكل من يعتبر نفسه جنديا مخلصا في جيش السلام له البشرى. إن الحقائق تتكلم. معلوم لي (ولن أفصل كما اعتاد اسحق رابين القول) أنه منذ وقت قريب بلور وزير الخارجية معا مع شخصيات عربية ذات أهمية اطار لاتفاق سلام في المنطقة. وهو اتفاق سيتم دعمه من قبل مصر والسعودية واتحاد الامارات واوساط معتدلة اخرى في العالم الهائج من حولنا. وسيقدم هذا الاتفاق للفلسطينيين ولن يبقي لهم أي مبرر لعدم التوقيع عليه.
إن ليبرمان نفسه لم يعد يؤمن بالاتصالات الثنائية مع الفلسطينيين، وحسب وجهة نظره (وللاسف في اعقاب تجربتي الشخصية فأنا أنضم اليه) فان المحادثات بيننا وبينهم لن تثمر شيئا غير الازمات المتكررة. وهو يعتقد أن اتفاق لندن الذي توصل اليه شمعون بيرس في عام 1987 مع الملك حسين هو الاتفاق الافضل الذي يمكن تحقيقه. ولمنع تفجير هذا الاتفاق من قبل رئيس الحكومة الذي يعارضه فان ليبرمان مستعد لطرح هذا الاتفاق للجمهور حتى لو كان معنى ذلك الالتفاف على رئيس الحكومة. ويتوقع ليبرمان أنه في نهاية 2015 سيكون بامكانه تقديم هذا الاتفاق للاستطلاع في الرأي العام كتسوية نهائية، ويتوقع أن يدعم هذا الاتفاق 80 بالمئة من الجمهور.
ويبدو ذلك جيدا، إلا أنه الآن وبعد الضربة الاستراتيجية التي تلقاها حزبه من المشكوك فيه أن يبقى ليبرمان في وضع يسمح له بأن يكون العامل الحاسم في اجراء كهذا. وما أدعيه هو أنه فقط لدى ليبرمان توجد الآن المفاتيح لانقاذ الدولة من سنوات كارثية اخرى متوقعة لها بقيادة اليمين المسيحاني. الذي لا يحتمل سماع إسم ليبرمان الذي هو أكثر حكمة من اغلبية السياسيين الموجودين حاليا في اللحبة السياسية. ليبرمان في الحقيقة ليس يمينيا وليس متطرفا. فهو السياسي الاكثر مرونة في الساحة. وخطة السلام الخاصة به التي تستند إلى المبادرة السعودية ـ التي تم رفضها بشكل فضائحي من اسرائيل في عام 2002 ـ هي ايضا ما زالت ثورية وعملية الآن. والبند المتعلق بوضع خيار أمام عرب اسرائيل في الانضمام أو الانفصال أثار بشكل قوي مفهوم العنصرية بينما هو ليس عنصريا على الاطلاق. إنه ببساطة فحص جهاز الكذب.
وأنا ايضا أنظر إلى ليبرمان يتنازل عما كان يحمله من أفكار، وألاحظ حقيقة أنه كزعيم لاسرائيل بيتنا لا علاقة له بحقوق الحيوان، وأنا أنصح كل من يهمه السلام وكل من هو قلق على مستقبل هذه المنطقة أن ينظر بجدية إلى مبادرة ليبرمان ويقرر ما اذا كان سيدعمه في الانتخابات القادمة.
(المصدر: هآرتس 2015-01-09)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews