الغارديان: فشل وعود الدول الغربية في توفير الإمدادات للثوار السوريين يدفعهم الى تعديل تكتيكاتهم
جى بي سي - تقول صحيفة ذي غارديان البريطانية في مقال لمحررها الدبلوماسي جوليان بورغر انه لم تظهر اي دلائل من الدول الغربية على ازالة حظرها لتوريد الاسلحة لقوات المعارضة السورية، ما دفع الثوار الى التركيز على حرب الاستنزاف التدريجي ضد النظام. وفيما يلي نص المقال:
رغم تعهدات واسعة النطاق من دول غربية وعربية بتوفير الدعم للثورة السورية، فان ائتلاف المعارضة السوري الرئيسي يقول انه لم يحصل على اي زيادة حقيقة في التمويل او الإمداد بالاسلحة.
ويقول افراد من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي تشكل في تشرين الثاني (نوفمبر) انه لم تظهر بعد اي اشارات من العواصم الغربية الى تخفيف قيود الحظر على تزويدهم بالاسلحة، حتى ان حكومات دول الخليج العربية التي قدمت العون لجماعات المعارضة المسلحة العام الماضي صارت تقدم ما هو اقل اسبوعا بعد اخر.
وقال رجل اعمال سوري اسهم في تمويل المعارضة منذ الانتفاضة التي بدأت قبل 22 شهرا ان الامدادات اخذت تجف. ولا يزال المغتربون السوريون كأفراد يوفرون التمويل على وجه العموم.
واضاف انه نتيجة لذلك فان قوات الثوار قطعت حبل الامل في القيام بعملية اكتساح شاملة في البلاد، واخذت تركز بدلا من ذلك على حرب الاستنزاف التدريجي: بحصار القواعد العسكرية الحكومية المنعزلة لحرمان النظام من استخدام الطائرات والمروحيات ضدهم، وبالتالي الاستيلاء على اسلحة للتعويض عن الإمدادات الضئيلة من الخارج.
وتدعي جماعات المعارضة انها على وشك اقتحام قاعدة مروحيات للنظام قرب بلدة تفتناز في محافظة ادلب، وقد نشرت فيديو على الانترنيت يظهر دبابة تم الاستيلاء عليها تطلق النار على عربات مدرعة ومروحيات حكومية داخل سياج القاعدة.
وقال فادي ياسين، وهو ناشط في ادلب، لوكالة اسوشييتد بريس ان المعارك تدور الان عند مداخل المطار، مضيفا ان قائد القاعدة وهو برتبة عميد قتل في القتال يوم امس الاول الخميس.
وقال ياسين اصبح من الصعب على مروحيات النظام ان تنطلق من القاعدة او تهبط فيها، فيما تنطلق الطائرات من قواعد جوية بعيدة جنوبا في اقليم حماة ومنطقة اللاذقية الساحلية لقصف المقاتلين الذين يحاصرون تفتناز.
كما ادعت حكومة الرئيس بشار الاسد انها تتقدم نحو داريا، الضاحية الدمشقية القريبة من قاعدة جوية عسكرية اخرى وبعض المقار الرئيسية الحكومية.
واتضح بصورة متزايدة انه بعد ان تبين ان من غير المحتمل امكان الحصول على معونة خارجية على نطاق واسع، فان الكثير من المجموعات الثورية المحلية تمكنت من ايجاد وسائل لتحقيق الكفاية لنفسها عسكريا وماديا، لكنها في معظمها لم تعد تأمل في تحقيق انجاز بصورة مفاجئة.
وقال احد المتبرعين ماديا للمعارضة ان ما سنشهده هو بداية سقوط قاعدة جوية او اثنتين على وجه الخصوص في الشمال، في حلب وادلب. غير ان هناك قانونا للفائدة المتناقصة. ذلك انه مع خضوع هذه القواعد للحصار، فان الفائدة المرجوة من ذلك تتناقص في كل منها اذ ان الحكومة تقوم بنقل التجهيزات عندما يتبين لها ان القواعد على وشك السقوط.
نجح الثوار في تشرين الثاني (نوفمبر) في اسقاط بعض الطائرات الحكومية بصواريخ محمولة على الكتف حصلوا عليها من احدى قواعد النظام، الا ان بيتر بوكارت من هيئة هيومان رايتس ووتش قال ان الاسابيع الأخيرة شهدت انخفاضا في انتشار هذه الصواريخ. كانت هناك اعداد واضحة منها في اواخر العام الفائت، الا انها قلت في الاسابيع الاخيرة.
وكانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والدول الاوروبية الاخرى ودول الخليج العربية قد اعترفت في الشهرين الماضيين بان الائتلاف الوطني الذي جرى تشكيله هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، املاً منها بأن يشكل ذلك نقطة تحول نحو ايجاد شيء من التلاحم بين صفوف المعارضة المنقسمة بشدة وفي خلق روابط بين الذين هم في المنفى وقادة الثوار داخل سوريا.
الا ان هذه الروابط ظلت عصية، بينما يوجه الائتلاف الجديد وانصاره اللوم الى بعضهم البعض، في خلاف مماثل للمشاكل التي واجهت سابقه وهو المجلس الوطني السوري.
ومع ذلك فقد قامت الحكومات الغربية بتوفير المعونة على ضوء التحقق من السيطرة التامة على قوات الثوار في سوريا والتطمينات الموثوقة من عدم وقوع المعونة في ايدي الجماعات الاسلامية مثل جبهة النصرة التي وسمتها الولايات المتحدة بانها منظمة ارهابية. ويشكو قادة المعارضة من انهم اذا لم يتلقوا معونة حقيقية، فلن يكون عندهم أمل حقيقي في حشد الدعم او فرض السيطرة على العمليات الفوضوية المناوئة للاسد.
وقال احدهم ليست لدينا اموال حتى لشراء تذاكر السفر بالطائرة.
وقال سلمان شيخ، من معهد الدوحة لمؤسسة بروكينغز الذي لعب دورا في جمع النشطاء وجماعا المعارضة السورية المختلفة العام الماضي ان ليس من العدالة في شيء ان يقوم المجتمع الدولي وخاصة الفرنسي باطلاق هذه الصفة (اي الممثل الشرعي الوحيد) على الائتلاف من دون مواصلة المسيرة في هذا الطريق. واذا لم يكن في مقدورهم توفير ما يحتاج اليه الناس في الشمال، الذين اعتقد انهم سيخضعون لسيطرة المعارضة الكاملة هذا العام، فان الاهالي سيتساءلون عن الهدف من وراء كل هذا. وبالنتيجة فان ما سيحصل هو المزيد من الانقسامات.
واضاف ارى فترة داكنة للغاية امامنا، تؤدي الى انقسام شامل مثلما حصل في العراق في العام 2006، مع درجة من الطائفية لم تعرفها سوريا من قبل.
وقال مصطفى علاني، مدير ادارة دراسات الامن القومي والارهاب في مركز ابحاث الخليج، ان الذين يقاتلون في الشوارع لا يخضعون لسيطرة اشخاص خارج البلاد. وهم يشعرون ان بامكانهم ان يطيحوا بالنظام من دون معونة. كما يشعرون انهم قادرون على الاكتفاء ذاتياً من حيث المادة والسلاح، وان بامكانهم البقاء.
غير ان توجهاتهم تغيرت. فاستراتيجيتهم لم تعد محاولة الاستيلاء على القرى والبلدات فحسب، وانما التركيز على القواعد الجوية، لحرمان الطائرات من الانطلاق منها، ولتعزيز الضغط على دمشق وهذا هو ما سيقرر نتيجة القتال.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews