انهاء الاحتلال
لم يكن اليوم الذى اختاره الوزراء العرب لعقد اجتماعهم الطارىء بشأن القضية الفلسطينية، امس السبت 29 من نوفمبر، يوما عاديا لاعلان خطتهم للتحرك العربى بالتوجه الى مجلس الامن الدولى لاستصدار قرار لانهاء الاحتلال بشكل رسمي، واقامة دولة فلسطين.
لم يكن التاسع والعشرون من نوفمبر، يوما عاديا، لأنه يصادف الذكرى 67 للقرار الذى اصدرته الأمم المتحدة بـ"تقسيم فلسطين" الى دولتين عربية، ويهودية. كما ان هذا اليوم نفسه يكتسب أيضا اهمية كبيرة للشعب الفلسطينى باعتباره اليوم الذى جرى فيه الاعتراف الدولى بفلسطين كدولة غير عضو بصفة مراقب فى الامم المتحدة.
اذن فان دلالة هذا التوقيت للاجتماع الوزاري، تكشف ان العرب حزموا أمرهم بشأن التحرك لحشد الدعم الدولى لاقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها والحصول على التأييد اللازم لمشروع القرار العربى الذى سيقدم لمجلس الامن، خصوصا بعد أن بدأت الدول الغربية تعلن اعترافها بدولة فلسطين.
ومع ان الاوضاع تبدو شديدة التعقيد، بعد مرور 67 عاما على صدور قرار تقسيم فلسطين، خصوصا بعد فشل المفاوضات وانسداد الأفق امام اى حل تفاوضي، فى ظل تعنت حكومة اليمين الاسرائيلى واستمرار سياسات التوسع الاستيطاني، إلا ان القرار العربى امس بالتوجه الى مجلس الامن الدولى لاستصدار قرار يتضمن تثبيت دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 ووضع سقف زمنى لانهاء الاحتلال، يعيد رسم المشهد من جديد، ويفتح الباب نحو حل قضية العرب المركزية التى طال أمدها.
فالمطلوب على الصعيد الفلسطينى الان، هو العمل على تقوية الجبهة الداخلية والتأكيد على وحدة الصف الفلسطينى بجميع فصائله، مهما استلزم ذلك من تنازلات من خلال تجاوز البرامج الحزبية وصولا الى وفاق شامل لاعلاء المصلحة الوطنية العليا، وهى انهاء الاحتلال الاسرائيلى البغيض، وهو امر يشكل الارضية الصلبة التى من شأنها دعم خطة التحرك العربى التى اعتمدها وزراء الخارجية.
(المصدر: الشرق 2014-11-30)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews