شراكة لتطوير التعليم والتنمية المستدامة
تقاس حضارة الأمم بمقدار ترسيخها مفاهيم و آليات الشراكة المجتمعية، حيث تمثل العمود الفقرى لاستقرار وتماسك المجتمعات فى إطار عقد اجتماعى وتشريعى يحدد الأدوار والمسئوليات الواجبة لكل من قطاعات المجتمع الثلاث الحكومى وغير الحكومى والخاص ، كلما كان هناك قوة الزامية فى تطبيق القوانين التى تحقق العدالة الاجتماعية والمساواة كذلك التشريعات النافذة على جميع المواطنين دون تمييز أو اقصاء أو استبعاد أو تهميش لأى منهم ،أتاح ذلك فرصا جيدة لتماسك المجتمع وبناء قوته وبنيته الأساسية فى مواجهة التدهور وخلل المنظومة القيمية للمجتمع ، وتسود القوانين والقيم الحاكمة المناصرة للديمقراطية والشفافية والعدالة كسيف موجه ضد الظلم والفساد والتهميش.
ويتم تحقيق النتائج من الشراكة واستثمار القيمة المضافة على عدة مستويات منها:-
1- القيمة المضافة للانسان :وتقدر قيمة الفرد الشخصية بمايضيفه من فائدة وقيم للمجتمع والمتمثل فى مكونات المجتمع من خلال تفاعل الفرد مع هذا المجتمع والتأثير والتأثر المتبادل بينهم حيث تضم المؤسسة التعليمية حجما ضخما من القوى البشرية ( 26% من إجمالى سكان مصر) وتدير تلك المؤسسة حوالى (مليونى ) إدارى ومعلم تقريباً.
تحقق العملية التعليمية أهدافاً ثلاثة وهى معرفية ومهارية ووجدانية مع هذا الحجم الضخم من القوى البشرية بالعملية التعليمية مع تنوعهم الجغرافى والثقافى والبيئى والاقتصادى
2-القيمة المضافة للأدوات والمكان والزمان : بالنظر لمكونات الدور نجد انه لتحقيق هذا الدور يستخدم معدات وأدوات ومكان وزمان لكل منها قيمة وإذا تم الحفاظ على الادوات وأحسن استخدامها فقد اضاف قيمة وإذا إستغل المكان وتم تطويره فقد أضاف قيمة والمؤسسة التعليمية تملك أكبر المواقع عدداً وعدة من الأدوات والتجهيزات بالاضافة الى مواقع وأدوات وتجهيزات من الشركاء من هنا نصل الى تعبئة الموارد و الاستثمار الأفضل للموارد المتاحة وإعادة هيكلتها فى بناء شراكات فاعلة وفق رؤية وخطة ونتائج محددة نستطيع تحقيق نتائج مميزة تعتمد على إعادة هيكلة الموارد واستثمارها وتعزيز الاستثمارات الناتجة عن القيمة المضافة وإضافة استثمارات جديدة من الشركاء المتوقعين والجدد من الاستثمار المالى أوالفنى أو الإدارى.
3-القيمة المضافة فى المدرسة: فالمعلم من مهامه الأساسية نقل الخبرة الى الطلاب من خلال الموقف التعليمى ويمكن استثمار باقى الوقت الذى يقضيه فى المدرسة فى مساعدة الآخرين وهى قيمة مضافة والتواصل الجيد مع الطلاب قيمة مضافة والتفكير والابداع للمواقف التعليمية التالية قيمة مضافة وإذا طبقنا ذلك على إدارة المدرسة والاداريين من القيمة المضافة الى العملية التعليمية فإن القيمة المضافة من الطلاب وأولياء الأمور والقادة الطبيعيين بالمجتمع المحيط والمنظمات والمؤسسات الشريكة غالباً ماتحقق نتائج إيجابية مؤكدة إذا نجحت المدرسة فى تحقيق إنتمائهم للشراكة من خلال آلية شفافة .
بناء على رؤية متكاملة وإستراتيجية وخطة عمل يتم التوافق عليها فى حوار مجتمعى يتم ترجمة الخطة الى برامج وآليات يتم تنفيذها على الواقع المدى القصير والمتوسط حيث تؤتى نتائجها الأولية على المدى الطويل فى بناء شراكة فاعلة وأهم تلك الآليات :-
1-تعزيز الشراكة مع الجمعيات والمنظمات الأهلية بمجال المتابعة والتقييم للعملية التعليمية لضمان تحقيق الحقوق الدستورية فى مجال التعليم ومكافحة الفساد ووضع آليات لقياس الحكم الرشيد بمجال التعليم.
2-دعوة ومشاركة ممثلى الجمعيات الأهلية الفاعلة وذات الرؤية فى كتابة التقارير التقييمية عن تطوير التعليم فى مصر وطرحها للمناقشة والحوار المجتمعى والرأى العام قبل تقديمها الى المؤسسات المعنية .
3-إنشاء المنتدى الوطنى لتطوير وجودة التعليم يتشكل من ممثلى المجتمع المدنى والقطاع الخاص ومؤسسات التنمية المستدامة لتحقيق أهداف الحق فى تعليم جيد النوعية والكفاءة للجميع .
4-مراجعة قانون التعليم والتشريعات المعنية وطرحها للحوار المجتمعى خاصة مع اصحاب المصلحة من طلاب ومعلمين وأولياء أمور ومنظمات المجتمع المدنى للتوافق حول التعديلات التى تضمن الحق الدستورى فى تعليم جيد يمنح الفرص المتكافئة للجميع .
الاهرام المصرية 2014-11-23
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews