''الطــواغيت'' : المرزوقي يطلق كلمة السرّ
لمرشح ''المستقل'' لرئاسة الجمهورية المنصف المرزوقي يخرج من مدينة الشابة التابعة لولاية المهدية تحت حراسة أمنية مشددة بعد رفع شعار الثورة ''ديقاج'' في وجهه وقبلها رُفع في وجهه نفس الشعار في بوحجلة من ولاية القيروان إلى جانب شعارات استفزازية أخرى رُفعت هنا وهناك ضد المرزوقي لتمجيد خصومه السياسيين على غرار الباجي قايد السبسي. لماذا يواجه المرزوقي هذا الرفض له وهو في عز حملته الانتخابية ولماذا يصرّ المرزوقي و ''أتباعه'' على اتهام ''النظام البائد'' بالعمل ضده؟ وهل تستقيم هذه النظرية في مدينة عنيدة كالشابة عُرفت بمعقل المعارضة أيام بن علي يعني أنه لا مجال لأن يشتري ''الأزلام'' ذمم أهالي الشابة المناضلين.
الأجدر بالمرزوقي في هذه الفترة الحرجة التي يعيشها ألا يدفن رأسه في التراب وأن يبتعد بضعة أمتار عن ''مريديه'' الذين يبدو أنهم يغالطونه بعدم بسط كل الحقائق أمامه. المرزوقي إلى جانب إخفاقه في تجميع المواطنين وفي أن يكون رئيسا لجميع التونسيين دون استثناء, مازال يرتكب ''الحماقة'' تلو الآخرى حتى وهو يباشر حملة انتخابية تبدو مصيرية بالنسبة إليه.
وإلا ما معنى أن يستعين بروابط حماية الثورة المنتهية قانونا والتي مارست العنف ضد التونسيين؟ وما معنى أن يتودد إلى السلفيين بعد أن استقبلهم في قصر الدولة بقرطاج ثم يعود هذه المرة ليضع نفسه في موقف محرج إلى درجة استعارة أو تبني القاموس اللغوي للوهابيين الذين لا يؤمنون بالدولة التونسية أصلا. وكانت ''الكبوة'' العظمى في مسيرة المرزوقي عندما أراد مغازلة المتشددين والإرهابيين فاستعمل ''سكينهم'' الذي به ذبحوا جنودنا البواسل. ويبدو المرزوقي مزهوا وهو يتحدث عن ''الطاغوت'' وهي العبارة أو المفهوم التي يبرر بها الإرهابيون جرائمهم ضد حُماة الوطن.
رجاء.. لا تقولوا لي لقد تم إخراج الكلمة من سياقها, لقد مللنا هذه التبريرات الممجوجة وكيف لمرشح يشغل حاليا خطة رئيس جمهورية وقائد أعلى للقوات المسلحة لا يقدر على تحديد سياقات كلامه بدقة ويرفع نفسه وخطابه فوق كل الشبهات.
السياق الحقيقي هو الظاهر من خطاب المرزوقي في القيروان عندما تحدث عن الإرهاب وعن ''الطواغيت'' ولا يحتمل أي تأويل خاصة وأن القيروان تنشط فيها قاعدة سلفية لابأس بها وهي التي كانت ستحتضن مؤتمر التنظيم الإرهابي ''أنصار الشريعة'' لولا وقفة حازمة من الدولة آنذاك. المرزوقي يتخبط داخل مكونات وعناصر نظريته التي مهّد لها ''معاونه'' عدنان منصر عندما قسّم التونسيين بين جبهتين: جبهة 7 نوفمبر وجبهة 18 أكتوبر وعلى نفس الدرب يواصل المرزوقي السير بمهاجمة ''رموز العهد البائد'' وحذّر من عودتهم من خلال الانتخابات بعد أن عادوا فعلا بحكم الواقع وبات وجودهم في الساحة اليوم ''أمرا مقضيا''. المرزوقي وصفهم بالطواغيت وحرّض ضدهم وهنا تكمن الخطورة الكبرى إذ قد تكون بابا لحرب أهلية واقتتال داخلي وقد يفهمها ''السّذج'' من الإرهابيين – وبالمناسبة ما أكثرهم – على أنها كلمة السر للمرور إلى مرحلة تصفية ''طواغيت'' المجتمع ونعلم أن مناصري العهد البائد يمثلون اليوم جزءا مهما من الشعب التونسي. واضح أن حملة المرزوقي للبقاء في قرطاج ''مستعرة'' وكم نخشى خروجه من نفس الباب الذي خرج منه بن علي ذات يوم نحو فضاء ''المزابل'' التي لا ترحم.
الجريدة التونسية 2014-11-13
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews