محاسيب جمال مبارك
على مدى ثلاث حلقات سابقة استعرضنا تأثير «المحسوبية» لرجال جمال مبارك على الاقتصاد والسياسة فى مصر طوال السنوات القليلة التى سبقت ثورة 25 يناير،
وفق دراسة علمية أجراها اسحاق ديوان الاستاذ بجامعة هارفارد الأمريكية، والذى قرر تدريسها العام المقبل بالجامعة بعنوان «رأسمالية المحاسيب»؟! .. فى فضيحة أقل نتيجة لها هى إخراس ألسنة أولئك الذين يسبون هذه الثورة العظيمة والتى كشفت إلى أى مدى ذهبت عصابة مبارك فى الحكم والنهب!
المثير أن الدراسة التى اشتملت على تفاصيل هذا النهب المنظم لم تحدد سببا لانخفاض ربحية الشركات المتصلة سياسيا، «ربما لأنها كانت موالية ولم تكن كفء، وربما لأن أصحابها كانوا يمولون الانتخابات بنحو 1% من أرباح شركاتهم (نحو 300 مليون دولار سنويا) كرشاوى انتخابية للحزب الوطنى»، «ولكن السيئ أن موارد الدولة ومعها أموال البنوك كانت توزع على أنشطة اقل ربحية فى دولة يكافح الاستثمار الخاص فيها ليبقى أعلى من 10% من الناتج المحلى الإجمالى»، وفقا للدراسة.
.. الشىء اللافت أن دراسة ديوان عن رأسمالية المحاسيب، استفزت الحاضرين العرب فى أحد المنتديات الاقتصادية لعرض تجارب دولهم العربية فى المحسوبية، حتى علق بعضهم اننا كعرب فى الهم سواء خاصة فى مجال هذه الرأسمالية الشريرة؟!
يبقى أن الدولة إذا أرادت محو سيرة هذه العلاقة المحرمة - والتى كانت تحت رعايتها ردحا من الزمن - بين السلطة والثروة أن تنتقل إلى مرحلة الدولة الراعية لجميع لمواطنيها، وليس الدولة المسيطرة، وإلا ستستمر عوائد التنمية لأى مشروعات مستقبلية بيد صاحب السلطة «الفرد» ،وتتلقاها فقط أيادى أصحاب الحظوة والقرب دون أغلبية المواطنين.
(المصدر: الأهرام 2014-11-13)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews