"الأقصى" وتخاريف التطرف
لا شك ان تصاعد الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية بحق المسجد الاقصى و"المقدسيين" في الآونة الاخيرة يشكل "اهانة بالغة" لأكثر من ملياري عربي ومسلم؛ فضلا عن كونها تمثل طعنة غادرة للجهود المبذولة من قبل اطراف دولية واقليمية لاستئناف مسيرة التسوية؛ بل وحتى في مجرد التفكير في احياء مشروع السلام المتعثر مع دولة الاحتلال اسرائيل.
فالمؤكد ان بنيامين نتنياهو اصبح رهينة في يد اليمين الراديكالي في اسرائيل
واصبح بالتالي جزءا من المشكلة؛ وما يسربه الاعلام الاسرائيلي عن مزاعم سعيه وتوجهاته لتحقيق السلام مع الطرف الفلسطيني؛ ما هى إلا مجرد (حملة علاقات عامة ماكرة)؛ لتبييض وجهه امام بعض الضغوط الغربية؛ وتنظيف يديه من الدم الفلسطيني قبل مصافحة الوسطاء الدوليين من حين إلى آخر.
نتنياهو اذن بفكره "الاستعماري العنصري" المريض لن يكون شريكا يوما ما في صنع السلام مع العرب والفلسطينيين. وهو الصامت المحرض والمشارك في الجرائم اليومية التي يرتكبها التطرف الاسرائيلي بحق المسجد الاقصى؛ والتي وصلت إلى حد التخطيط لهدمه تحت "مزاعم تلمودية" بغيضه؛ لا تعرف الهداية والسلام وتنكر حقوق الآخرين التاريخية فوق الارض؛ وتروج لضلال وتخاريف "تحت الارض" لا توجد إلا في عقول اصحابها من قادة العنف ورموز التطرف داخل المجتمع الاسرائيلي.
ان هجمة الاستيطان الشرسة التي تتعرض لها مدينة القدس اليوم؛ ومعها اقتحامات الاقصى والاعتداءات على المصلين وجموع المرابطين عنده؛ انما تتطلب تحركا عربيا واسلاميا يليق بخطورة الوضع؛ تحركا لا يقف عند بيانات الادانة والشجب؛ ولا ينتهي بشن الهجمات الكلامية على حكام تل ابيب ورموز التطرف الاسرائيلي؛ تحركا لا تكبله "اتفاقيات اومعاهدات" تم توقيعها مع الاحتلال؛ ولكن تحركا يغضب للقدس ويثور من اجل الاقصى؛ تحركا يشعر القوى الغربية والمتواطئين مع اسرائيل — وخاصة الادارة الامريكية — ان مصالحهم في المنطقة اصبحت في خطر؛ تحركا جماعيا "يزأر وبقوة" في وجوه قادة الغرب ؛بأن سياسة "الكيل بمكيالين" لم تعد مقبولة عند العرب والمسلمين؛ مطلوب من قادة العرب والمسلمين ان " يتحرروا " من ميراث عقدة الخوف من قوى الغرب؛ التي جعلتنا نغرق في "سياسات التوسل" إلى قادته "نتسول" حقوقنا التاريخية والجغرافية.. من الظلم الفادح ان نحمِّل الفلسطينيين مسؤولية حماية "الاقصى" والقدس؛ لأنهما مُلك لكل العرب والمسلمين؛ وعليهم وحدهم تقع مسؤولية صونهما.
الشرق 2014-11-10
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews