تنفيذ الاتفاق فوراً
الإعلان عن اتفاق "فتح" و"حماس" على اتفاق شامل حول إدارة حكومة التوافق الفلسطينية لقطاع غزة، وممارسة مهامها كاملة في إدارة شؤونه من دون معوقات في الوزارات المدنية، وفي الأمن والمعابر، وتهيئة الأجواء لإنجاح مؤتمر المانحين لإعادة الإعمار، لا شك أنه يمثل خطوة إيجابية تعزز الوحدة الوطنية وتقطع الطريق على محاولات "إسرائيل" المتواصلة لضرب أي توجه فلسطيني لتأكيد وحدة الشعب والوطن الفلسطيني في شطريه "الضفة الغربية وقطاع غزة"، وهو الذي كان أحد أهداف العدوان "الإسرائيلي" الأخير على القطاع .
الاتفاق بدد المخاوف التي خيمت على الساحتين الفلسطينية والعربية من انفراط عقد حالة التوحد الميدانية والشعبية والرسمية خلال مواجهة العدوان، وهي الحالة التي لعبت دوراً أساسياً في مواجهة العدوان وإحباط أهدافه، وكسرت هيبة الجيش "الإسرائيلي" وكشفت هشاشة الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" .
لقد كان مطلوباً تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية بعد العدوان لمواجهة استحقاقات ما بعده، وعدم تمكين "إسرائيل" من أن تحقق بالسياسة ما عجزت عن تحقيقه بالعدوان، خصوصاً أن المفاوضات معها مازالت في أولها، وذلك يقتضي موقفاً فلسطينياً موحداً وصلباً، وعدم تمكين العدو من اللعب على أية تناقضات ثانوية بين الفصائل والقوى الفلسطينية المعنية .
إن الوحدة الوطنية هي العمود الفقري للصمود، وهي وحدها القادرة على مواجهة كل المؤامرات التي تواجهها القضية الفلسطينية، وبالتالي هي تشكل حائط الصدّ لمحاولات تصفيتها من خلال المخططات الصهيونية المتواصلة لمصادرة الأرض وتهويدها، وبدعم أمريكي وغربي مكشوف .
أحسن ممثلو "فتح" و"حماس" في تجاوز خلافاتهم الشخصية والفئوية والفصائلية، خصوصاً أن الشعب الفلسطينيي في قطاع غزة، هو الآن بأمسّ الحاجة لتأكيد الوحدة الوطنية من أجل تجاوز آثار العدوان وما تركه من مآس إنسانية، وتحديداً لجهة تضميد جراح أهل القطاع وإعادة بناء ما هدمه العدوان، وذلك يقتضي موقفاً موحداً في مؤتمر المانحين المقبل وعدم ترك أية ذريعة لأطرافه للتهرب من مسؤولياتهم في المساهمة بإعادة الإعمار .
وإذا كانت خطوة الفصيلين الفلسطينيين تصب في هذا الاتجاه، فالمطلوب المباشرة فوراً في تطبيق ما تم الاتفاق عليه من دون تلكؤ أو تأخير، لأن الأوضاع الفلسطينية لا تسمح بمزيد من المماحكات والصراعات .
التنفيذ الفوري هو شرط أساسي لتأكيد مصداقية الموقعين على الاتفاق، لأن التجارب السابقة كانت سلبية جداً ومحبطة .
(المصدر: الخليج 2014-09-27)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews