طفرة الصخر الزيتي ستتضاءل بعد 2021
نشرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها السنوية عن مستقبل الطاقة العالمي في وقت مبكر من هذا الشهر. أي استنتاجات أدلى بها التقرير حول اتجاهات الطاقة العالمية في عام 2040 من المرجح أن تكون غير مؤكدة، لكن على الرغم من ذلك توفر التوقعات تصورا مهما بخصوص اتجاهات أسواق الطاقة على المدى البعيد. فيما يلي بعض النتائج الرئيسة للتقرير:
يجب ألا تعول الشركات وواضعو السياسات في العالم على انتعاش أسعار النفط على المدى القصير. الوضع العالمي للمعروض حاليا مريح نسبيا، وذلك بفضل إنتاج النفط من الولايات المتحدة الذي فاق جميع التوقعات السابقة، لذلك من المتوقع أن نشهد أسعار نفط (خام غرب تكساس المتوسط) أقل من 100 دولار للبرميل سنويا حتى نهاية هذا العقد. معدل الأسعار السنوي سينخفض إلى أدنى قدر له دون 92 دولارا للبرميل في عام 2017 ويرتفع بعد ذلك تدريجيا، حيث سيبلغ 97 دولارا للبرميل في المتوسط في عام 2020. ما بعد عام 2020، من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط بصورة مطردة على خلفية ارتفاع تكاليف الإنتاج من موارد الصخر الزيتي، النفط الثقيل وحقول المياه العميقة فضلا على الطلب القوي على النفط. تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن تصل أسعار النفط الخام إلى 120 دولارا للبرميل في عام 2030 و141 دولارا للبرميل بحلول عام 2040. في سيناريو الأسعار العالية للإدارة، الذي فيه الطلب على النفط قد يكون أقوى من المتوقع أو قد تكون فيه الإمدادات العالمية أقل من التوقعات، أسعار النفط قد تتجاوز 200 دولار للبرميل بحلول عام 2040.
إن استمرار ارتفاع أسعار النفط في السنوات الأخيرة كان له تأثيران دائمان: الأول حفز الابتكار والتطور التكنولوجي والمخاطرة التي سمحت للصناعة النفطية الاستفادة من تشكيلات الصخر الزيتي في الولايات المتحدة وحقول المياه العميقة في جميع أنحاء العالم التي كانت مهمة لتلبية الطلب المتزايد على النفط. في الوقت نفسه، شجع ارتفاع الأسعار ترشيد الاستهلاك والكفاءة بين المستهلكين في الدول الغربية، حيث كان من الصعب جدا على الرئيس الأمريكي باراك أوباما حشد التأييد الكافي لخطته الطموحة في مضاعفة كفاءة معايير وقود السيارات بحلول عام 2025 من دون أن تكون أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل. تعتقد إدارة معلومات الطاقة أن الطلب على النفط قد وصل إلى ذروته في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عند 50 مليون برميل في اليوم في عام 2005، سينخفض قليلا أو يبقى ثابتا في السنوات القادمة. في حين لم يشعر المستهلكون في البلدان غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالتأثير الكامل لارتفاع الأسعار بسبب دعم الوقود على نطاق واسع، لذلك لم تتأثر عادات المستهلكين بالطريقة نفسها التي تأثر بها المستهلكون في الدول الغربية.
إن عصر النفط لا يزال أمامه سنين طويلة، حيث إن ارتفاع الطلب على النفط من قبل الاقتصاديات الناشئة سيعوض أكثر من تراجع الطلب في الدول الغربية. من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك العالمي من النفط، والمكثفات وسوائل الغاز الطبيعي أكثر من الثلث من 87 مليون برميل في اليوم في عام 2010 إلى 119 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2040. حصة البلدان غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ستشكل نحو الثلثين من إجمالي الطلب العالمي على النفط بحلول عام 2040. ستبقى الصين المحرك الرئيس لنمو الطلب، حيث من المتوقع زيادة الطلب الصيني أكثر من الضعف بين عامي 2010 و2040 ليصل إلى 20 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2040. ستتجاوز الصين الولايات المتحدة كأكبر مستهلك للنفط في العالم بحدود عام 2035.
سيستمر العالم في الاعتماد على نفط دول منظمة أوبك في منطقة الشرق الأوسط لعقود قادمة. مع جميع التغيرات والتحولات التي تجتاح صناعة النفط والغاز العالمية، إلا أن اعتماد أسواق النفط على المنتجين الرئيسين في منطقة الشرق الأوسط كان وسيبقى ثابتا، حيث إن المنطقة تمتلك أكبر احتياطيات وأسهلها إنتاجا في العالم، ستبقى هذه الاحتياطيات حاسمة لتلبية الطلب المستقبلي على النفط. وهذا يعني توثيق العلاقات في مجال الطاقة بين الصين والشرق الأوسط. سيضيف منتجو أوبك في الشرق الأوسط نحو 13 مليون برميل في اليوم بين عامي 2010 و2040، أي ما يعادل تقريبا جميع الارتفاع المتوقع في الطلب على النفط في الصين والهند مجتمعتين. النصيب الأكبر من هذا الارتفاع سيأتي من المملكة العربية السعودية، العراق وإيران. منطقة الشرق الأوسط هي حتى الآن المنطقة الأكثر أهمية لنمو الإنتاج على المدى الطويل.
الارتفاع الكبير الذي شهده إنتاج النفط في الولايات المتحدة على مدى السنوات الماضية، من المتوقع أن يستمر لمدة خمس سنوات أخرى. من المرجح أن يرتفع إنتاج النفط والمكثفات الأمريكي من نحو 5.6 مليون برميل في اليوم في عام 2010 إلى ذروة 9.9 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2019، وهو المعدل القياسي نفسه الذي سجله إنتاج النفط الأمريكي في عام 1970. إنتاج الصخر الزيتي في الولايات المتحدة من المتوقع أن يستمر في الارتفاع حتى عام 2021 ليبلغ ذروته عند 4.8 مليون برميل في اليوم ثم يتراجع إلى 3.2 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2040، هذا أعلى من توقعات إدارة معلومات الطاقة السابقة. تشكيلات الصخر الزيتي في حوض باكن، النسر فورد والعصر البرمي (Permian Basin) تشهد جميعها حاليا عمليات تطوير مكثفة، وتمثل في الوقت الحاضر تقريبا كل إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.
خارج الولايات المتحدة، ستشهد كل من كندا، المكسيك، روسيا والصين إنتاج كميات كبيرة من الصخر الزيتي بحلول عام 2040، في ظل توقعات إدارة معلومات الطاقة. الولايات المتحدة ستبقى في المقدمة في هذا المجال، حيث ستضيف نحو 2.3 مليون برميل في اليوم من إنتاج النفط الصخري بحلول علم 2040. روسيا ستحل بعدها في الدرجة الثانية مضيفة نحو 2.16 مليون برميل في اليوم من الصخر الزيتي من تشكيلها العملاق Bazhenov. ستضيف كندا أكثر من مليون برميل في اليوم من إنتاج الصخر الزيتي بحلول 2040، في حين أن الأرجنتين، والمكسيك والصين ستضيف كل منهم أقل من مليون برميل في اليوم من إنتاج النفط الصخري الجديد.
(المصدر: الاقتصادية 2014-09-24 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews