تسارع النضوب يكبح طفرة النفط الصخري الأمريكي
في بقعة أخليت منها الأشجار في منطقة إيجل فورد جنوبي تكساس، تبدو حفارة آبار النفط المسماة سيستي A 3 التابعة لشركة كونوكوفيليبس، مثل غيرها من الحفارات التي عملت لفترة زادت على عقد من الزمن في احتياطيات الولاية من النفط الصخري. على عمق ميل أو ميلين أسفل السطح، تغيرت الطريقة التي تعمل بها الآبار تغيراً جذرياً. ضاعفت شركة كونوكو منذ عام 2012 استخدام كمية مادة البروبانت السيراميكية ــ وهي مادة شبيهة بالرمل ــ تستخدمها في عملية التكسير الهيدروليكي. تعمل مادة البروبانت بعد مزجها بالماء وضخها في الآبار تحت ضغط عال، على فتح شقوق في الصخور التي تحبس تحتها النفط والغاز.
زاد استخدام مزيد من البروبانت من إنتاج كل بئر بنسبة 30 في المائة، مقدماً رفعاً قويا للأرباح الصافية لشركة كونوكو. والآن يقوم مهندسو الشركة بالبحث مرة ثانية عن طرق لمضاعفة كمية مادة البروبانت المستخدمة. هذا النوع من التجريب في منطقة إيجل فورد وتشكيلات صخرية أخرى، منها باكين في داكوتا الشمالية وحوض بيرميان غربي تكساس، جعل من صناعة النفط شبيهة مكافئة لسيليكون فالي.
طفرة النفط الصخري ليست بالحدث الذي يحدث مرة واحدة ثم يختفي، ولكنها ثورة دائمة، تدفع فيها الشركات باستمرار آفاق التكنولوجيا المستخدمة إلى حدود أبعد لتقليص النفقات وتحسين إنتاجية الآبار. يقول جريج ليفيل، المدير العام لشركة كونوكو للموارد غير العادية، مثل النفط الصخري: "نحن مثل آلة ابتكار عملاقة، فنحن نبذل كثيرا من الجهد في تجربة البحث عن الدمج الأقصى لتقنية التكسير الهيدروليكي في عمليات إنتاج النفط والغاز".
الحفر الأفقي الذي يفتح طبقات من الصخر الرملي الحامل لخام النفط، وعملية التكسير الهيدروليكي زادا من إنتاج الولايات المتحدة من الخام بأكثر من 65 في المائة في السنوات الست الماضية، وقد ساعد في ذلك أسعار النفط العالية التاريخية، التي جعلت هذه التقنيات مجدية من الناحية التجارية. السؤال المهم الذي يبقى هو: إلى أي مدى من الأعوام ستدوم فورة نمو صناعة النفط الصخري الأمريكي؟ ليس هناك عدد كبير من المسائل التي تعد أكثر أهمية من هذا السؤال لمستقبل الاقتصاد العالمي. ازدادت التهديدات لموارد النفط العالمية هذه السنة مع ما نراه من فوضى في العراق وتوتر متزايد بين روسيا والغرب، وقلاقل في بلدان أخرى منتجة للنفط مثل ليبيا. ومع ذلك انخفضت أسعار النفط، حيث انخفض سعر خام برنت دولياً من نحو 108 دولارات للبرميل الواحد في بداية هذه السنة إلى 102 دولار الآن.
( فايننشال تايمز 2014-08-31 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews