صوت الداخل الفلسطيني
أخيرا أتيح لنا أن نعرف رأي الداخل الفلسطيني فيما جرى في غزة وتداعياته. ذلك أننا طوال الأسابيع الماضية ظللنا نتابع أصداء الخارج باختلاف توجهاتها. ولكن الاستطلاع الذي أجراه من رام الله المركز الفلسطيني للبحوث السياسية أطلعنا على رأي الشارع الفلسطيني فيما جرى، وبدا من الاستطلاع الذي أجري في نهاية أغسطس الماضي وتم بدعم من مؤسسة كونراد اديناور الألمانية أن الحرب حققت دفعة قوية رفعت من معنويات الفلسطينيين وعززت ثقتهم في نهج المقاومة والمراهنة على دورها. وقد وصف باحثو المركز المستقل الذي قام بالاستطلاع أصداء الداخل بأنها «تشير إلى تحولات دراماتيكية» في مواقف الجمهور من قضايا أساسية في الملف الفلسطيني. في التفاصيل أورد الاستطلاع نتائج عدة أبرزها ما يلي:
<< فيما خص الحرب:
ــ 79٪ أعربوا عن ثقتهم في أن حماس انتصرت في الحرب ــ في حين أن 3٪ قالوا إن إسرائيل انتصرت وقرر 17٪ أن الطرفين خرجا خاسرين.
ــ 63٪ قالوا إن اتفاق وقف إطلاق النار يلبي المصالح الفلسطينية و34٪ لم يروا ذلك.. وكذلك قال 59٪ إنهم راضون و39٪ غير راضين عن الإنجازات التي حققتها الحرب مقارنة بالخسائر البشرية والمادية التي دفعها قطاع غزة وسكانه.
ــ الغالبية العظمى (86٪) أيدت إطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل إذا لم يتم إنهاء الحصار المفروض عليه.
ــ الثلثان تقريبا (64٪) اعتقدوا أن إيران وتركيا وقطر ساعدوا القطاع على الصمود في وجه إسرائيل وإطلاق الصواريخ. و9٪ قالوا إن مصر ساعدت في ذلك.
ــ 25٪ وصفوا دور مصر في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بأنه إيجابي ــ في حين أن 52٪ اعتبروه سلبيا ــ وذكر 22٪ أنه كان محايدا.
ــ 94٪ راضون عن أداء حماس العسكري خلال الحرب ــ 78٪ راضون عن أدائها في الدفاع عن المدنيين و89٪ راضون عن أدائها الإعلامي.
ــ في تقييم أداء الأطراف الفلسطينية أثناء الحرب حصل رئيس الوزراء رامي الحمد الله على النسبة الإيجابية الأقل (35٪) تليه السلطة الفلسطينية (36٪) ثم الرئيس عباس (39٪) ثم حكومة الوفاق (43٪) ثم منظمة التحرير (44٪) ــ ثم خالد مشعل (78٪) ثم حركة حماس (88٪). وكان ملاحظا أن نسبة التقييم الإيجابي للرئيس عباس في غزة وصلت إلى 49٪ مقابل 33٪ في الضفة. كما انخفضت نسبة التقييم الإيجابي لخالد مشعل في قطاع غزة إلى 70٪ مقابل 83٪ في الضفة.
<< عن المصالحة ودور حكومة الوفاق بعد الحرب:
ــ المتفائلون بنجاح المصالحة وبعدم عودة الانقسام 69٪ (قبل شهرين كانت النسبة 62٪) ــ و28٪ اعتقدوا غير ذلك.
ــ 51٪ أرادوا سيطرة حكومة الوفاق على معبر رفح و38٪ رأوا له أن يبقى بيد حماس ــ وفي قطاع غزة فضل 64٪ أن يكون المعبر تحت سيطرة حكومة الوفاق و25٪ أرادوه تحت سيطرة حماس.
ــ 72٪ وافقوا على سيطرة حماس على الأمن والشرطة في القطاع خلال الأشهر الستة القادمة وحتى الانتخابات و24٪ عارضوا ذلك، وقبل شهرين كان الموافقون 66٪.
<< عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية:
ــ في المفاضلة بين الرئيس محمود عباس والسيد إسماعيل هنية في الانتخابات الرئاسية حصل هنية لأول مرة على شعبية كبيرة إذ أيده 61٪ مقابل 32٪ فقط لعباس ــ نسبة التصويت لهنية كانت53٪ في غزة و66٪ في الضفة أما عباس فقد حصل على 43٪ في القطاع مقابل 25٪ في الضفة.
ــ هبطت نسبة الرضا عن أداء الرئيس محمود عباس من 50٪ قبل شهرين إلى 39٪ في الاستطلاع.
ــ لو كانت المنافسة بين مروان البرغوثي وإسماعيل هنية، فإن الأول يحصل على 45٪ والثاني على 49٪. وهذا التفوق يحدث للمرة الأولى منذ ثماني سنوات، لأن البرغوثي حصل في الاستطلاع السابق على 58٪ وهنية على 38٪.
ــ إذا انضم الرئيس عباس إلى المتنافسين فإن النتائج تصبح كالتالي: هنية 48٪ ــ البرغوثي 29٪ ــ عباس 19٪. وفي الاستطلاع السابق كان البرغوثي متفوقا. إذ حصل على 36٪ وهنية على 33٪ وعباس على 28٪.
<< عن أوضاع الضفة والقطاع:
ــ نسبة التقييم الإيجابي لأوضاع القطاع هبطت من 24٪ قبل شهرين إلى 20٪ حاليا. ونسبة التقييم الإيجابي لأوضاع الضفة بقيت تقريبا كما هي (32٪).
ــ نسبة الإحساس بالأمن والسلامة الشخصية هبطت في قطاع غزة من 64٪ قبل شهرين إلى 22٪ حاليا. أما في الضفة فالنسبة هبطت من 51٪ إلى 47٪.
ــ نسبة الرغبة في الهجرة بين سكان غزة بلغت 43٪ وفي الضفة 20٪،
ــ النسبة الأعظم (81٪) تعتقد أن هدف إسرائيل بعيد المدى هو ضم الأراضي المحتلة عام 67 وطرد سكانها. في المقابل يعتقد 63٪ أن هدف منظمة التحرير هو استعادة كل أو جزء من الأراضي المحتلة في ذلك العام.
ــ 61٪ قالوا إن المظاهرات السلمية قد تسارع بإنهاء الاحتلال، لكن الغالبية العظمى (88٪) أيدوا نهج حماس في مواجهة الاحتلال.
إن نتائج الاستطلاع تطلعنا على بعض ما لا نراه في الأرض المحتلة، كما أنها ترد على ما يردده النائحون والكائدون ممن يصرون على قراءة أخبار الحرب بنظارات الشامتين والمتصيدين.
( الشروق 2014-09-09 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews