Date : 23,11,2024, Time : 01:31:22 PM
3325 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 04 جمادي الاول 1437هـ - 13 فبراير 2016م 01:51 ص

الحل الفلسطيني بالداخل ومن الداخل

الحل الفلسطيني بالداخل ومن الداخل
حمادة فراعنة

لم يكن نجاح نتنياهو في رئاسة حزب الليكود، الشهر الماضي، وبلا منافس مجرد انتصار سياسي لشخصه، بل اعتبره السفير الإسرائيلي السابق أوري سافير على أنه انتصار أيديولوجي لما يمثله نتنياهو من مفاهيم وتوجهات وسلوك سياسي انعكاساً لثورة اليمين المتطرف الذي يتعمق دوره في حياة المجتمع الاستيطاني التوسعي الإسرائيلي، وتتسع فلسفته وتصبح رؤيته هي السائدة في إدارة المشروع الاستعماري الصهيوني. ويرى سافير أن المعسكرين الإسرائيليين: المعسكر الليبرالي والمعسكر اليساري الصهيوني، قد سلما بالنتائج ورفعا الراية البيضاء تعبيراً عن الاستسلام لقوة اليمين المتطرف ونفوذه وهيمنته على الحياة السياسية الإسرائيلية، غامزاً نحو رئيس المعسكر الصهيوني إسحق هيرتصوغ الذي أعلن مؤخراً أن «الوقت غير مهيأ لدولة فلسطينية»، وهو تعبير عن هزيمة اليسار الصهيوني الذي مثله حزب العمل، نحو شعار أو برنامج حل الدولتين الذي بدأه الحزب في عهدي إسحق رابين وشمعون بيريس، وتسليمه بأن هذا البرنامج في عهد ورؤية نتنياهو وما خلفته سياساته وإجراءاته على الأرض ينسف حل الدولتين. ووصف سافير هذه النتائج بأنها «ثورة نحو نظام غير ديمقراطي، قومي عنصري متطرف»، أي أن نتائج ازدياد نفوذ اليمين الإسرائيلي المتطرف وشيوع سياسته وأنها الخيار الأقوى في مؤسسات صنع القرار السياسي والأمني الإسرائيلي ليس فقط نحو الفلسطينيين، بل إن تأثير هذه السياسة تشمل الضرر الواقع على الاتجاهات السياسية الليبرالية واليسارية الإسرائيلية، وهو «كابوس لكل شخص ليبرالي ديمقراطي محب للسلام»، كما وصف ذلك في مقالته في معاريف العبرية قبل أيام، والسؤال إذا كان أوري سافير يصل إلى هذا الاستخلاص، فماذا بشأن الشعب العربي الفلسطيني، وقياداته وفصائله وقواه الحية؟ الاتجاه الذي يُعبر عنه أوري سافير، يرى حجم التراجع في خيارات المجتمع الإسرائيلي وأغلبيته عن حل الدولتين، ومثلما يرى حجم التراجع الإسرائيلي وأكثريته عن الخيارات الليبرالية واليسارية، وتعميق الخيارات العنصرية المتزمتة، واندفاع الاتجاهات الدينية الرجعية، وانعكاس ذلك نحو القطاعات الثلاثة التي تتأثر بخيارات المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف وازدياد العنصرية: أولها فلسطينيو مناطق 48 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، وثانيها اليهود الليبراليون واليساريون، وثالثها الفلسطينيون في مناطق الاحتلال عام 1967 أبناء القدس والضفة الفلسطينية والقطاع، كل حسب دوره ووفق برامج وتوجهات تصعيدية مختلفة ضده، ويرغب أوري سافير أن يقول: إن قطاعاً من الإسرائيليين يتأثرون سلباً من سياسة نتنياهو وسلوكه فما بالكم بالفلسطينيين سواء أبناء مناطق 48 أو أبناء مناطق 67. التراجع والتطرف الذي يجتاح المجتمع الإسرائيلي لا يقابله تطور سياسي نوعي ملموس لدى الشعب العربي الفلسطيني وقواه الحية، ولا يوجد تفسير أو إجابات لدى قادة الرأي العام الفلسطيني حول كيفية مواجهة التحديات التي يُخلفها سلوك المجتمع الإسرائيلي وخياراته السياسية. فعلى صعيد أبناء مناطق 48، فقد فهموا واستوعبوا التطور النوعي الذي طرأ على المجتمع الإسرائيلي وتأثيراته السلبية عليهم، فكان ردهم بقرارهم تشكيل القائمة العربية اليهودية المشتركة، والتي أدت نتائجها لنجاحها في الانتخابات البرلمانية، وانتخاب القائد الفلسطيني محمد بركة رئيساً للجنة المتابعة، وإقرار يوم 30/1/2016، من كل عام، يوماً تضامنياً لهم يُوحدهم في مواجهة العنصرية والتطرف، ومن أجل تحقيق المساواة على أرض بلادهم. ولكن الفلسطينيين في مناطق 67، شكلت احتجاجاتهم على شجاعتها الفردية وتضحيات المبادرين لها من الشباب، حالة نزف وانفعال ثوري مخلص يعكس التفاني، ولكنه لن يؤدي إلى النتيجة المرجوة المطلوبة بالنهوض الوطني، والتحول إلى ثورة شعبية تقودها فتح وحماس واليسار الفلسطيني والاتجاه القومي، والشخصيات الاجتماعية، فالاتفاقات مكبلة للفصيلين عبر التنسيق الأمني بين رام الله وتل أبيب، والتفاهم الأمني بين غزة وتل أبيب، ما يعكس الفجوة بين تطلعات الشباب واندفاعهم الثوري، وبين عجز القيادات عن تحقيق وبلورة برنامج وحدوي يضم الجميع. الرفض الشخصي لدى الفلسطينيين كما يعبر عنه استخدام السكاكين، تعبير عن المأزق الفلسطيني بقدر ما هو فشل لخيارات الإسرائيليين حول كيفية تعاملهم مع الفلسطينيين. الفلسطينيون على غير عاداتهم بعد النكبة، يفتقدون لروح المبادرة السياسية، ومكبلون بسياسات لم تثمر عن تحقيق تقدم يلبي تطلعاتهم نحو المساواة في مناطق 48، والاستقلال في مناطق 67، والعودة للاجئين، وهو مأزق صنعوه لأنفسهم وباتوا أسرى التخلف والأصولية التي أصابت المجتمع العربي عموماً فأصابتهم، مع أنهم كانوا مبادرين رغم التخلف العربي، وكانوا يعبرون دوماً عن الشرائح المتقدمة والتعددية.

(المصدر: الايام الفلسطينية 2016-02-13)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد