بالفيديو : ما هي القنابل الجديدة التي يستخدمها النظام في سوريا ؟
جي بي سي نيوز :- BetAB-500 هي قنابل مضادة لمدارج المطارات او صواريخ بمظلات أو قنابل (مضادة للتحصينات)، القنابل التي ألقيت على جوبر قد يكون هذا هو الاستخدام الأول المسجل لطيران الأسد في عمليات قتالية خلال تاريخه كله، فلم يسجل له أي استخدام لهذا النوع في حروبه السابقة حتى أنه يخلو سجله من أي هجوم على مطار معادي مع العلم انه زعيم محور المقاومة والممانعة .
قنبلة BetAB-500 التي تخترق مدارج الطائرات
وتعتبر هذه القنابل السوفيتية الغير موجهة متزنة بمظلة مضادة للمدارج في المطارات، ويمكن استخدمها لتدمير الطرقات والسكك الحديدية أو تعطيلها مؤقتاً، دخلت الخدمة في الجيش السوفيتي خلال الثمانينات من القرن الماضي، وتتميز بمجموعة من الخصائص التصميمية التي تجعلها قادرة على اقتلاع مساحات واسعة من اسفلت مدارج المطارات، يوجد منها عدة أنواع تصنف حسب الوزن، لكن أكثرها استخداما BetAB-500 و BetAB-250، وتستطيع عدة أنواع من طائرات الأسد حملها مثل ميغ 23 و سوخوي 22 وغيرها.
طائرة سوخوي 24 الروسية الصنع والتي تحمل 8 من صواريخ BetAB-500
ويوجد من هذه القنابل نوعان أساسيان :- (بمعزز صاروخي أو بدونه)، بالنسبة للنوعية بدون معزز صاروخي، فتعتمد على وزنها وسرعة سقوطها وسماكة الرأس فقط في الخرق.
تتألف القنبلة عموما من ثلاثة أجزاء :- (الرأس الحربي وحاضن المظلة والمعزز الصاروخي اضافة إلى الصاعق الذي يوجد منتصف القنبلة وليس في مقدمتها)، ويميز المعزز الصاروخي بوجود عدد من الفتحات الدائرية حول منتصف القنبلة تتجه نحو الخلف، وعند اشتعاله يترك غيمة صغيرة في السماء تدوم فترة قصيرة جدا، والتي بدت واضحة في مقطع الفيديو الذي وثق القصف بهذه القنابل على حي جوبر حيث بدت حوالي 18 منها في ما يوحي باستخدام ثلاث طائرات لقصف تلك المنطقة.
مرحلة وضع الصاروخ وتعليقه على الطائرة
يتم القاء هذه القنابل عادة من ارتفاع حوالي 1000 متر وبسرعات تصل الى 1000 كم في الساعة (سرعة الطائرة)، حيث تسقط بتأثير وزنها ثم تفتح المظلة لتحدد سرعتها واتجاهها (بحيث تصبح عمودية قدر الإمكان لتحسين عمق الخرق) وتكسبها توازناً، ثم في المرحلة الثانية يعمل المعزز الصاروخي بعد أن تنفصل المظلة، ليكسب القنبلة سرعة كبيرة لتصبح قادرة على اختراق طبقة الاسفلت، حيث يستمر بالعمل لعدة ثواني فقط، وعند اصطدامها بطبقة الاسفلت يساعد وزنها الكبير وسرعتها العالية، و شكل رأسها وسماكة معدنه الكبيرة في المقدمة على حدوث خرق، حيث تستطيع خرق سماكة1000 سم من الخرسانة أو الاسفلت، وتصل لطبقة التربة تحته لتنفجر بعد فاصل زمني قصير.
قنابل BetAB-500 اثناء القاءها من الطائرات وفتح المظلات
شكل القنبلة وطريقة تصميمها تجعلها مختلفة في تأثيرها عن القنابل العادية، حيث يؤدي انفجارها الى اقتلاع مساحة واسعة من الاسفلت من المدرج، وتبلغ حوالي خمسين متراً مربعاً، وإحداث تشققات وتصدعات في دائرة قطرها حوالي الخمسين متراً من الاسفلت مما يجعل ترميمها صعباً ويستغرق وقتاً طويلاً.
يبلغ طول القنبلة حوالي مترين، ووزنها حوالي 425 كغ ووزن الرأس الحربي 350 كغ، منها 160 كغ من المواد شديدة الانفجار، ويكون غلاف الرأس الحربي سميكاً وشديد الصلابة في المقدمة، لتساعد سماكته ووزنه على الاختراق ويكون أرق في الجوانب، ليتم توجيه الانفجار بشكل يقتلع طبقة الاسفلت. و يعتبر الصاعق الموجود في القنبلة أكثر تعقيداً عن غيرها، حيث يستخدم لتوقيت تشغيل المعزز الصاروخي وتفجير القنبلة ولا يوجد في رأسها بل تقريباً في منتصفهاً.
هذه القنابل غير موجهة و لذلك فهي غير دقيقة وعادة ما يتم القائها بشكل رشقات، وقد تصل الى الحمولة الكاملة لعدة طائرات فوق منطقة الهدف للتأكد من حصول اصابة وتدمير للهدف وهذا تماما ما قامت به طائرات الأسد في جوبر
استخدام النظام هذه القنابل يوشر استخباريا برغبة فعلية بإحداث تدمير كبير في المنطقة المستهدفة، خصوصاً أنها منطقة مبنية ومدنية . وسيكون لهذه القنابل أثر تدميري كبير، ومحاولة لرفع معنويات مؤيديه بمشاهد دمار كبير، اضافة لأنها جزء من حملة القصف الهائل الاخيرة على جوبر.
صورة توضح طريقة انطلاق الصاروخ وكيفية حصوله على قوة الدفع الخاص به
هذه القنابل تهبط بالمظلات لإبطائها, حتى إن أصبحت بزاوية معينة, يشتعل المحرك الصاروخي بها مرسلا إياها باتجاه الهدف الأرضي, منتجاً خطاً دخانياً نتيجة احتراق الوقود الصاروخي وعندما تصطدم بالهدف تخترقه بكمية جيدة بانفجار مبدئي, ثم يعقب هذا انفجار آخر يحصل بعد أن تخترق هذه القنبلة سطح الهدف ليزيد من الاختراق.
من المؤكد ان الجيش السوري يستخدمها ليدمر أنفاق يشك بوجودها, أو لوجود معلومات استخباراتية لديه بوجود مخبأ محصن ما تحت الأرض يحاول اختراقه, فهي تستعمل أيضاً لاختراق التحصينات المصنوعة من الاسمنت المسلح (الخرسانة).
ثمانية منها قد شوهدت سوية, من طائرة واحدة كانت سوخوي 24, لأن بها ثمان نقاط ارتكاز للقنابل الجوية.
أن الهدف من استخدام هذه القنابل بكثافة، هو إلحاق أكبر قدر ممكن من الدمار بالأبنية السكنية، وإحداث صدمة بهدف دب الرعب في قلوب الثوار، والبلبلة في صفوفهم، وتخلف ورائها خطاً دخانياً ناتجاً عن احتراق الوقود الصاروخي، وهو فعلاً ما أثار انتباه ودهشة سكان العاصمة.
وقدم المحلل العسكري والاستراتيجي في موقع جي بي سي نيوز هشام خريسات تحليلا عسكريا واستراتيجيا حول قنابل BetAB-500 وطريقة استخدامها في سوريا .
شاهدوا الفيديو : -
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews