الطفل.. حسين عبدالغني
1- ما أعرفه حتى اللحظة أن كلمة طفل ليست شتيمة، وأتمنى أن أحتفظ بهذه الفكرة ما حييت.
2- بعد خسارة النصر كأس السوبر، سمعت، وقرأت، من يصف اللاعب حسين عبدالغني بالطفل، والصبياني، والمشاغب، والشقي، ولا واحدة مما سبق أصنفها بأنها تقلل من الفتى الذهبي.
3- اللاعب الحماسي، الكابتن البطل، يخرج عن الزيف، يظهر وجه المحارب، يدافع بشراسة إلى آخر فرصة عن حظوظ فريقه، وهذا ما يفترض أن يكونه.
4- في «تويتر» مثلاً، أثناء وبعد كل مباراة، يكون لدينا فرصة لملاحظة آخر تحديثات السخرية، الانتقاص من المخالف، التهكم، التجاوز في الاتهام، وبعد كل ذلك نجد أن هناك من يعترض على وجه حسين عبدالغني الحقيقي، متباهياً بوجهه المثالي الذي لا يراه أحد، مدعياً أنه منصف في أحكامه، سامحاً لنفسه أن يناقض تماماً فكرة أن يكون هو النموذج المهذب للمشجع.
5- لا يمكن أن ننسى عبدالله الشريدة، نتذكره بتاريخ ممتد من الخشونة، مثله أيضاً أسامة المولد، وعلى طريقهم يسير محمد أمان، والقائمة تطول، ممن يلعب على «الانبراش» على القدم متمنياً ونحن معه أن تكون الكرة ظاهرة في الصورة حتى نعثر على تبرير لسلوكه.
6- حاولت، وأتعهد أمام نفسي أن استمر بالمحاولة، أن أتجنب الدخول في معركة كلامية، وحرب التقاذف بالشتائم مع
مشجع غاضب، وأكره أن ينسب إليَّ يوماً انتصار يأتي بخسارة أخلاقي مع من يخرج عن طوره ويتنازل عن أخلاقه.
7- أتفهم الشدّ، الانفعال المبالغ فيه أثناء المباراة بين اللاعبين، وأعرف أني لو كنت في موضع لاعب مهزوم أنيّ قد أظهر بشكل يفتقر إلى أقل معاني الروح الرياضية، ومن حسن حظي والعالم أني لم أتورط بأن أكون لاعباً، ومن سوء الحظ أن أرى من يجلس بعيداً عن المستطيل الأخضر، ويلعب بالمشاعر، ويتجاوز في الدعاء، وليس من الحكمة أن أذكر لمن لا يعرف كيف أن بيننا من أخلص في الدعاء والتجاوز على شخص خالفه الرأي، ومن يتابع (بعض) الإعلاميين الرياضيين لا بد من أن يصادف مواقف عدة تندرج جميعها تحت بند: سلوك غير إنساني.
8- لست مثالياً، وأتذكر أن من بين جمهور الاتحاد من تعمد إحراق تذاكر مباراة الأهلي أمام الشباب في افتتاح الجوهرة، ولكني أشعر بالخيبة بسبب حرمان الاتحاد من حقه في أن يلعب وجمهوره بقربه، وأن توثق مباراة العميد في ملعب الجوهرة ضمن تصفيات كأس آسيا بصوت صالح القرني، وخلفه جمهور عريض عريق، يصفق، ويردد معه أهازيج الأتي العظيمة، لأنه ليس من المنصف أن يلعب ممثل الغربية في جدة محروماً من الدعم، ومكتفياً بمدرج فارغ لم يكن يعجز الاتحاديين أن يعبئوه بالطاقة الإيجابية والطرب.
9- شكراً للطفل: حسين عبدالغني، لأنه رفض أن يكبر على صدقه وحماسته وينهزم لشيخوخة الأقنعة.
( الحياة 15/8/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews