حسين المجالي يروي صفحات من حياة الحسين عن المرض والممرضة وحذاء الطفل البوسني
جي بي سي نيوز :- روى حسين المجالي مدير الأمن العام ووزير الداخلية الأردني السابق لحظات غير معروفة من حياة الملك الحسين اثناء تواجده في مستشفى " مايو كلينك " في الولايات المتحدة الامريكية .
وقال المجالي في حوار مع بي بي سي العربية ان هذه لحظات لا يمكن ان انساها حيث استدعاني الملك وقال لي " يا بني البلاد طلبت أهلها " وذلك بعد ان فقد الاطباء الأمل في الشفاء .
واضاف المجالي " كان الجو في الخارج ثلجياً وكانت الممرضة الأمريكية تضغط على قدميه من اجل بث شئ من الحرارة فيهما فنظر الي قائلاً يا ابني تاكد ان هذه الناس عندها تدفأة في منزلها وان ابنائها يدرسون في المدارس ، او انها تحتاج لاي دعم مالي ".
وعقب قائلاً هذه قصة تكشف ان الانسان عندما يقترب من لقاء ربه تتجلى انسانيته ، حيث كان يعرف انه سيموت .
وقال : أما اصعب موقف تعرضت له فهو عندما اتصلوا بي من عمان وقالوا لي هناك مشكلة " وين بدنا ندفن الحسين " ، حينها دخلت عليه صباح الجمعة وانا افرك بيدي حيث ان هذا الموقف صعب جداً وهو اصعب موقف تعرضت له في حياتي ولم اجد اي قوة لدي كي اسأله هذا السؤال ، ولفطانته وانسانيته كأنه فهم ما كنت احدث نفسي به فقال لي " عند ابوي وجدي " .
في حين كان يقول اثناء الصحة اريد ان تدفننوني على رأس جبل وذلك لتواضعه بل انه حتى الآن لا يوجد على قبره اي زجاج او زخارف او ما شابه .
وروى المجالي قصة اخرى وهي ان واثناء مجازر البوسنة أمر باحضار جرحى البوسنة بطائرة للملكية دفع نفقاتها من حسابه الشخصي ، وعندما حضرت الطائرة تحمل النساء والأطفال الجرحى او المهجرين كان هو شخصياً في استقبال الطائرة فالفت ليجد طفلاً حذاؤه غير مربوط ، فركع الحسين على ركبتيه وربط الحذاء للطفل الصغير .
واستكمالاً لهذه القصة قال المجالي ذهبنا بعدها في زيارة لاحدى الدول وقال لي رئيس الحرس الخاص للزعيم الذي زرناه : الم يكن الملك يمثل عندما ربط حذاء الطفل البوسني " فاجبته ضاحكاً يسعدني انكم تتابعون التلفزيون الأردني والاعلام الأردني وانت تعرف انه لم يكن تمثيلاُ ولكن لنفرض انه تمثيل ، فهل يستطيع تمثيل دولتك ان يربط حذاء طفل في الشارع امام الكاميرات وهنا اعترف بان زعيمه لن يفعلها وبعدها قضينا نحن حراس الملك في جهة ، وحراس الزعيم الذي زرناه في جهة لا يحدث احدنا الآخر الى ان غادرنا .
وتخللت المقابلة لحظات حزينة ارتسمت على وجه المجالي الذي ظهرت بعض الدموع في عينيه عند تذكره لصحبته الملك الراحل ومحبة الملك له طوال فترة خدمته الى ان وافاه الاجل في نفس الوقت الذي ظهر فيه المجالي شاحباً ومطلقاً لحيته بشكل يوحي لعدم اكتراثه او رغبته في اراحة وجهه من " شفرة حلاقة " استمرت تصاحبه عقوداً اثناء خدمته بالحرس الخاص او الأمن العام او وزارة الداخلية .
(المصدر: المدينة نيوز - عمان)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews