فضائح في العلاقة الأمريكية الإسرائيلية خلال العدوان على غزة ( التفاصيل )

جي بي سي نيوز - : خرجت الخلافات الشديدة بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى الأضواء، حيث أفادت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها نشرته الأربعاء أن إدارة الرئيس أوباما أمرت بوقف إرسالية صواريخ من نوع "هيلفاير" لإسرائيل في إطار المواجهات القائمة بين الولايات المتحدة وبين حكومة نتنياهو على خلفية عملية الصخرة الصلبة، وأن العلاقات بين الدولتين وصلت إلى أدنى حد.

ونسبت الصحيفة جهات في الإدارة الأميركية أفادت أن مسلكية إسرائيل خلال الحرب أقنعتهم أن رئيس الحكومة نتنياهو وطاقمه للأمن القومي "متسرعون، وغير أهل للثقة". ويتهم الأميركيون نتنياهو "باللعب" بين الكونجرس والبيت الأبيض، وأنه مس مسا خطيرا بوزير الخارجية جون كيري وبالسفير الأميركي في إسرائيل دان شبيرو عبر القيام بعمليات تسريب أنباء "شريرة"، كما أن جهات إسرائيلية وصفت إدارة الرئيس أوباما بأنها ضعيفة وساذجة.

وذكرت الجريدة أن الرئيس الأميركي اتصل أمس بنتنياهو وأوضح له أنه يؤيد المبادرة المصرية لوقف النار، وأشار إلى أهمية التوصل إلى اتفاقية دائمة تضمن أمن إسرائيل وتفي بالاحتياجات الإنسانية في غزة. ورغم أن هذا النبأ لا يبدي الخلافات القائمة بين الجانبين، إلا أن موظفين أميركيين وصفوا الاتصال بأنه كان ذا صفة حربية.

وتفيد وول ستريت جورنال: أن المشكلة بين الدولتين بدأت بشكل جدي في الثلاثين من تموز حينما سمحت وزارة الدفاع الأميركية لإسرائيل بأخذ قنابل من عيار 120 مليمتر و40 مليمتر من المخازن الأميركية في إسرائيل واستخدامها في الحرب على غزة، وبعدها تم ضرب مدرسة وكالة الغوث في جباليا. وقد ذهل أعضاء في البيت الأبيض من المناظر القاسية التي تسببت بها إسرائيل وشاهدوها في ميدان القتال في غزة، والتي يمكنها أن تفضي إلى كارثة إنسانية في غزة والمساس بالاستقرار في المنطقة وبمصالح إسرائيل نفسها. كما قلق الأميركيون من استخدام إسرائيل للمدفعية في القصف بدلا من استخدام القنابل الموجهة والذكية في المناطق المكتظة بالسكان. وقد كانت القشة التي قصمت ظهر البعير خلال الاتصال الذي أجراه نتنياهو مع السفير الأميركي في إسرائيل وصرخ في وجهه قائلا: لا تشككوا في مرة أخرى في التعامل مع حماس. وقد عقبت جهة أميركية رفيعة على ذلك بالقول: يبدو أن إسرائيل لا تفهم مكانتها في العالم.

وقالت الصحيفة : لقد ذهل البيت الأبيض حينما اكتشف أن إسرائيل أجرت اتصالا مع وزارة الدفاع الأميركية وليس مع البيت الأبيض طلبا للقنابل المذكورة، وأن وزارة الدفاع الأميركية صادقت على ذلك. كما اكتشفت الإدارة الأميركية أن إسرائيل طالبت وزارة الدفاع الأميركية بتزويدها بصواريخ هيلفاير لطائرات الأباتشي العمودية، وأن الوزارة الأميركية على وشك إرسالها إليها، وحينها أصدر البيت الأبيض أمرا لوكالة التعاون الأمني الأميركية، ولقادة القوات الأميركية في أوروبا والوكالات الأخرى التشاور مع البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية قبل المصادقة على أية مطالب إسرائيلية أخرى بهذا الصدد. ( المصدر : جي بي سي نيوز ) .