غضبة المسلمين احتجاجا على تدمير غزة خلف استقالة وارسي

منذ 2010 منحت بريطانيا تراخيص لـ 131 شركة تصنيع عسكرية إسرائيلية بقيمة تراوح بين مكونات طائرات ذاتية إلى رادارات وأنظمة ومعدات حربية إلكترونية

سلطت استقالة الليدي وارسي الصادمة هذا الأسبوع من حكومة حزب المحافظين البريطاني، بسبب رفض الحكومة إدانة العمل العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، الضوء على قلق متزايد بين بعض أعضاء البرلمان المحافظين، من أن الموقف قد يصبح بمثابة عائق انتخابي.

الليدي وارسي، التي استقالت من منصب وزيرة في وزارة الخارجية البريطانية يوم الثلاثاء، أخبرت رئيس الوزراء في رسالة استقالتها: "أن نهجنا وأسلوبنا خلال الأزمة الحالية في غزة، لا يمكن الدفاع عنه أخلاقياً ... «الأمر سيكون له تأثير ضار طويل الأجل على سمعتنا دولياً ومحليا».

كما أخبرت الليدي وارسي صحيفة "فاينانشيال تايمز" عن قلقها بشأن التأثير في حزبها. وقالت: "أنا الآن أبذل كل ما في وسعي، بالعمل جنباً إلى جنب مع أولئك المرشحين من حزب المحافظين وأعضاء في البرلمان، من الذين يشعرون بما أشعر، من أجل التأكد في الأعوام المقبلة أننا نبنى وجهة نظر أكثر توازناً بشأن قضايا مثل عملية السلام في الشرق الأوسط".

هذه البارونة المسلمة والرئيسة السابقة لحزب المحافظين، ليست الوحيدة التي تشعر بالقلق بشأن تأثير موقف ديفيد كاميرون المؤيد لإسرائيل على دعم الحزب، ولا سيما في المناطق ذات الكثافة السكانية الإسلامية الكبيرة، مثل موطن الليدي وارسي، بلدة دوسبيري.

سيمون ريفيل، الذي يمثّل بلدة يوركشاير في مجلس العموم وهو عضو برلمان نادر من حزب المحافظين في مقعد لمنطقة الشمال شبه الحضرية، التي تضم عدداً كبيراً من السكان المسلمين، قال: "لقد وصلني عدد كبير من رسائل البريد الإلكتروني، من أشخاص يشعرون بالقلق بشأن الأحداث «في غزة. الناس يرغبون في المعرفة، "لماذا لم تتم إدانة تلك الأعمال؟».

قال ريفيل، ذو الأغلبية الانتخابية الضئيلة عرضة للخطر من تحدّي استطلاع للرأي من حزب العمال العام المقبل، إن العديد من الزملاء أعضاء البرلمان المحافظين لم يدركوا عمق الغضب بين الناخبين المسلمين: "عندما كانت أزمة قافلة مساعدة غزة تحدث [في عام 2010]، جاء إليّ أحد الزملاء وعلّق على مدى الهدوء الذي ساد ذلك الأسبوع. وفي الوقت نفسه، كنت أحصل على وابل من رسائل البريد الإلكتروني حول الموضوع".

الغضب واضح في شوارع بلدة سافيل، وهي في معظمها منطقة مسلمة في دوسبيري حيث نشأت الليدي وارسي. قال محمد خليل، الذي يعمل في محل لبيع الدجاج الحلال: "هؤلاء هم إخواننا المسلمون، الذين يُقتلون هناك".

عدة منازل محلية ترفع الأعلام الفلسطينية، في حين أن العديد من المحلات تجمع التبرعات للأعمال الخيرية في غزة. كما تم إعطاء "متجر اللباس الإسلامي" مجموعة من الأوشحة الفلسطينية خلال شهر رمضان لبيعها للأعمال الخيرية - وقد تم بيعها في غضون أيام.

العديد من السكان الذين تمت مقابلتهم تحدثوا عن استقالة الليدي وارسي بفخر. كما كان كثير منهم غاضباً من رفض الحكومة لإدانة إسرائيل.

قال خليل: "لو كان هذا في مكان آخر في العالم، فإن الحكومة ستتخذ إجراء مغايراً. انظر ماذا يحدث في العراق - حيث شنت الولايات المتحدة غارات جوية".

قال ريفيل: "إن هؤلاء الأشخاص يُجبرون على الاختيار بين هويتهم كمسلمين وهويتهم كبريطانيين".

بالنسبة لأولئك الذين يهتمون بسياسات الحزب، فإن عواقب استطلاع الرأي واضحة. محمد رزاق كان عضو مجلس حزب العمال في السبعينيات، لكنه الآن لا ينتمي لأي حزب ويعمل في مركز إسلامي بالقرب من بلدة سافيل.

ويقول: "إن الناس غاضبون جداً بشأن ما تقوله وتفعله الحكومة. أنا أعرف الكثير من الأشخاص المحافظين هنا، الذين يقولون إنهم ارتكبوا غلطة بالانضمام للحزب".

كما يُظهر رسالة نصية من أحد الأصدقاء، وهو محامٍ ينتمي إلى حزب المحافظين. تقول الرسالة: "إن هذا ليس حزباً مناسباً للمسلمين".

المعلومات على موقع بيانات الانتخابات الإلكترونية هذا الأسبوع تُظهر العدد القليل من مقاعد حزب المحافظين الموجودة في مناطق ذات كثافة سكانية مسلمة كبيرة.

على أنه فيما يبدو أنه سيكون واحداً من أكثر الانتخابات عامة تنافساً منذ عقود من الزمن، فإن عدداً صغيراً من المقاعد الأساسية، يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في عام 2015.

أشار أحد المسلمين المحافظين إلى وجود 100 مقعد أو أكثر في المكان الذي يكون فيه السكان المحليون، الذين يعتبرون أنفسهم من المسلمين، أكثر عدداً من أغلبية أعضاء البرلمان الحاليين.

في الوقت نفسه، بين عامي 2001 و2011، ارتفع عدد الأشخاص في إنجلترا وويلز الذين يصفون أنفسهم كمسلمين من 3 في المائة من عدد السكان إلى 4.8 في المائة. بالطبع لن يتشارك الجميع بوجهة النظر نفسها فيما يتعلق بغزة، لكن الأدلة من دوسبيري تُشير إلى أنه سيكون هناك عدد كافٍ، يمكن أن يسبب الصداع لحزب المحافظين في انتخابات العام المقبل، وما بعدها.

( فايننشال تايمز 12/8/2014 )