Date : 24,11,2024, Time : 01:07:58 AM
3620 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 22 رمضان 1435هـ - 20 يوليو 2014م 12:37 ص

(الأزمات السياسية تهدد بتقويض قطاع النفط العراقي

(الأزمات السياسية تهدد بتقويض قطاع النفط العراقي
وليد خدوري

يعاني العراق سلسلة أزمات سياسية متواصلة منذ الثمانينات، مع احتمال انفصال الأكراد لتأسيس دولة مستقلة يمكن أن تشمل كركوك، ونشوب حرب أهلية، إضافة إلى سيطرة مسلحين على حقول ومنشآت نفطية. وعانى الشعب والاقتصاد العراقيين هذه الأزمات، بخاصة القطاع النفطي الذي أصبح هدفاً رئيسياً للتدمير من أجل تقويض العراق.

تتركز التحديات السياسية النفطية في أمور أهمها، دعوة الأكراد إلى التصويت على تقرير المصير، واحتمال انفصال إقليم كردستان. وفي تعزيز خلافها مع الحكومة الاتحادية، لجأت حكومة الإقليم إلى فصل قطاعها النفطي عن مؤسسات الدولة خلال السنوات العشر الماضية. ثم بعد احتلال الموصل، أُرسلت قوات البيشمركة إلى محافظة كركوك، بموافقة بغداد في البداية، للدفاع عنها ضد «داعش» وغيره من المسلحين، ثم بدأت محاولة ضم المحافظة للإقليم. ولافت أن الأخير أعلن قبل أيام من هجوم «داعش»، خطة لربط حقل كركوك بالأنبوب الكردي لتصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي، من دون أي اتفاق مسبق مع الحكومة الاتحادية.

إن الدستور العراقي واضح، إذ ينص على أن الحقول المنتجة تابعة للحكومة الاتحادية. ويذكر أن حقل كركوك بدأ الإنتاج منذ عام 1927. وانقطعت صادرات النفط منه عبر تركيا منذ آذار (مارس)، وفي الفترة التي سبقت هذا التاريخ، انخفضت صادرات «شركة نفط الشمال» إلى حوالى 300 ألف برميل يومياً. والسبب الرئيسي لذلك (كان معدل التصدير من كركوك سابقاً حوالى 700 - 800 ألف برميل يومياً) هو التخريب المستمر لخط كركوك - جيهان، فازدياد أعمال التخريب والنسف أخيراً جعل من غير المجدي تصليح الأنبوب. وتبقى سلامة تصدير النفط من شمال العراق غامضة، في حال إعلان الدولة الكردية، بخاصة إذا ضمت أجزاء من جنوب شرقي تركيا. ولا تكمن المشكلة في منطقة عبور الأنبوب فقط، بل أيضاً في مدى استقرار المنطقة المحيطة به، ما قد يؤدي إلى استمرار عمليات التخريب في الجزءين العراقي أو التركي.

أدت الحروب والنزاعات إلى تأخر تطوير حقول النفط، وبالفعل تأجلت خطة ترجع إلى عام 1990 لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى حوالى 6 ملايين برميل يومياً. وخططت وزارة النفط لرفعها إلى حوالى 12 مليون برميل يومياً قبل نهاية العقد. لكن تحقيق هذا الهدف مشكوك فيه حالياً. فالنزاع الدائر والصراع المتوقع فرضا على بعض شركات النفط العاملة تقليص عدد موظفيها في العراق، كما أن سياسة وقف حرق الغاز قد تتأخر بسبب احتلال المسلحين حقولاً تحت التطوير: عكاز في محافظة الأنبار، والمنصورية في محافظة ديالى.

أدت تجربة الحكم منذ عام 2003، إلى تقوقع الطوائف والأقليات في مناطقها، والتعامل مع بقية العراقيين كأقليات يصح تهميش حقوقها. وبما أن كل مجموعة تحاول تخريب مشاريع تفيد الطوائف الأخرى، نتوقع أن يشهد مشروع خط نفط البصرة إلى حديثة في محافظة الأنبار، ثم إلى مصفاة الزرقا الأردنية ومنها إلى ميناء العقبة لتصدير النفط إلى الأسواق الدولية، تأخيراً إضافياً، أو حتى إعادة نظر في جدواه، نظراً إلى مروره في مناطق لطوائف متصارعة. إن تأجيل تنفيذ هذا الخط الحيوي الذي يوفر للعراق منفذاً آخر غير البصرة والخليج ناهيك عن تزويد الأردن بالنفط الخام، يضع العراق مجدداً في مأزق، خصوصاً في الوضع المستقبلي المرتبك لخط كركوك - جيهان. وأثبتت التجارب ضرورة توافر منافذ تصديرية عدة. والأزمة ستتفاقم مع الارتباك الذي سيحصل عبر تركيا.

صممت المشاريع النفطية على أساس وحدة البلد واستفادة مناطق عدة في آن. فالطاقة التكريرية لمصفاة بيجي مثلاً (أكبر مصافي العراق وأحدثها) تبلغ حوالى 290 ألف برميل يومياً، مع وحدة تكسير حراري بطاقة 30 ألف برميل يومياً ومصفات للدهون بطاقة 250 ألف طن سنوياً، إضافة إلى مستودعات وخزانات لنقل المشتقات بالأنابيب إلى كل من مستودع حمام العليل في الموصل ومستودع المشاهدة في بغداد. وتستلم مصفاة بيجي النفط الخام من أقرب حقل لها (كركوك) وتوزع المشتقات إلى محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى وبغداد والبصرة. فماذا سيحدث لها في حال استمرار وضع اليد على حقل كركوك من جانب إقليم كردستان؟ طبعاً، من الممكن الاتفاق على عقد تجاري لاستيراد نفط كركوك من دولة كردستان في حال إعلانها، أو تشييد خطوط أنابيب لإيصال النفط من حقول عراقية أخرى، أو استيراد المشتقات. لكن لكل حل بديل نفقات باهظة.

هناك أيضاً كثير من الحقول البترولية التي تمتد عبر المحافظات والأقاليم. فجيولوجيتها ليست ذات علاقة بالتقسيم الإداري. ويخلق امتداد الحقل عبر محافظتين أو أكثر خلافات قانونية حول ملكيته، ما يسبب تأخير التطوير إلى حين الوصول إلى اتفاق مشترك. كما أن حكومة كردستان منحت عقوداً للبحث والاستكشاف لشركات نفطية دولية خارج حدودها. والمثال على ذلك العقود الستة مع «أكسون - موبيل». ويقع اثنان من هذه العقود في مناطق متنازع عليها، وهما القوش وبيرمام. إن الخلافات داخلية حتى الآن. لكن، ماذا لو انفصل الإقليم؟

تشكل ضعضعة العراق فرصة للغير لاستغلال الوضع. فقد صرح وكيل وزارة النفط الإيرانية للعلاقات الدولية والتجارية علي ماجدي، بأن «إيران على استعداد لتعويض النفط العراقي بسرعة في حال انقطاعه عن الأسواق الدولية، إذا اضطرت بغداد لوقف الإمدادات»، وفق وكالة «إرنا» الرسمية (12 الجاري). والمثير في تصريح ماجدي هو توقيته من جهة، ومدى صدقيته من جهة أخرى، بخاصة أن مجمل صادرات العراق آتٍ من الجنوب، وحافظت على معدل 3 ملايين برميل يومياً تقريباً. ولا شك في أن المسؤول الإيراني على علم بوضع الجنوب السياسي، ما يدعو إلى استغراب تصريحه. والغريب أيضاً، أن إيران تستطيع زيادة إنتاجها إلى حوالى 4 ملايين برميل يومياً، على رغم أن معدل إنتاجها النفطي خلال الفترة 1960 - 2014 كان أقل من هذا المعدل ( 3 - 3.6 مليون)، ولم تستطع الوصول إلى معدل 4 ملايين منذ الثورة الإسلامية. ويشكل التصريح عن مواجهة مع العراق حتى قبل توقف صادراته النفطية من الجنوب، تحدياً فظاً من دولة «شقيقة»، وتضخيماً في الأرقام، لا ينطلي على شركات النفط العالمية.

( الحياة 20/7/2014 )




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد