أين التجار من «سقيا الإمارات»؟!
مبادرة «سقيا الإمارات»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتوفير مياه شرب نظيفة لخمسة ملايين شخص حول العالم، مفخرة حقيقية للإمارات وشعبها، وهي واحدة من أفضل المبادرات الإنسانية وأهمها، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل العالمي، وهي تعني باختصار توفير الحياة لخمسة ملايين شخص، فهم مهددون يومياً بفقدان حياتهم، لعدم وجود مياه شرب نظيفة لهم، والإمارات، بفكرة من محمد بن راشد، توفر لهم الحياة على شكل ماء نظيف.
محمد بن راشد لا يعشق فعل الخير فقط، فهو يفعله بشكل يومي في السرّ والعلانية، وما يخفيه أكثر بكثير مما يعلنه، لكنه يعشق أيضاً توجيه الناس نحو فعل الخير، واختيار أفضل وأهم الوسائل، وأكثرها أجراً وتأثيراً، لذلك فهو يطلق مبادراته الإنسانية والخيرية في رمضان، ويفتحها لمشاركة الجميع فيها، ليس ذلك من باب عدم قدرته منفرداً على تنفيذ تلك المبادرات، فهو قادر على تحمل كل نفقاتها، لكن من باب حبه فعل الخير وتوجيه الناس ودلهم عليه، لتعميم الأجر والفائدة.
إضافة إلى ذلك، فسموه حريص على أن تخرج المبادرات العالمية باسم شعب الإمارات، وليس باسمه الشخصي، فهو يفخر بفعل شعبه عالمياً، والمبادرات الشعبية فيها رسالة إلى جميع دول العالم بأن شعب الإمارات هو شعب يحب الخير ويتبناه سلوكاً يومياً، ويعشق مساعدة شعوب العالم دون تمييز، ودون تفرقة.
كنا نعتقد أن هذه الرسائل قد وصلت إلى كبار التجار ورجال الأعمال، المواطنين وغير المواطنين، خصوصاً أولئك المستفيدين بشكل مباشر وغير محدود إطلاقاً من الحكومة ومن محمد بن راشد شخصياً، فهو داعم رئيس لهم، وهو الذي يعمل ليل نهار من أجل تطوير البلد واقتصاده، ويطرح المشروعات العملاقة، وهم يستفيدون من كل ذلك وأكثر، ومع ذلك لا يقدمون في المقابل جزءاً، ولو بسيطاً، مما يحصلون عليه من أجل هذا البلد، ومن أجل هذا الرجل الذي لولاه ما وصلوا إلى هذه الدرجة من الثراء والنعيم!
مبادرة خيرية وإنسانية عظيمة، أجرها عظيم، في شهر عظيم، فمن يشارك فيها إنما يشارك لنفسه، ومع ذلك نلاحظ غياب مساهمة التجار ورجال الأعمال، بشكل واضح ومؤلم، فالمساهمات تركزت في الجهات والمؤسسات الحكومية بشكل أساس، إضافة إلى مساهمات قليلة من المؤسسات الخاصة، في حين أن الأسماء الكبيرة، والعائلات اللامعة في عالم المال والأعمال، الذين يستطيع كل واحد منهم منفرداً تغطية مبلغ المبادرة ثلاث وأربع مرات دون أن يهتز رصيده، لم يشاركوا، ولم يسهموا، ولم يدفعوا درهماً واحداً إلى الآن!
ردودهم على ذلك معروفة، وحججهم سمعناها مراراً وتكراراً، ودائماً ما يكررون تلك المقولة، التي يريدون بها باطلاً «نحن لا نحب التبرع للخير بشكل علني فيه كثير من المجاملة»، ومن قال إن إعلان التبرع هو مجاملة ونفاق؟ فالصدقات يجوز إعلانها تشجيعاً للآخرين، كما يجوز إخفاؤها، وكلاهما خير، لكن المهم التبرع والمشاركة، ومادامت هناك مبادرة إنسانية تهدف إلى فعل الخير، وأطلقها رجل الخير محمد بن راشد، فالأجدر والأحرى والمطلوب من كل رجل أعمال وتاجر المساهمة والإعلان، ولا مانع من ذلك، فالهدف هنا هو الحصول على الأجر، وتشجيع الآخرين لسلوك النهج نفسه، أما محمد بن راشد، فهو لا يريد منكم جزاءً ولا شكوراً، لا يريد منكم سوى المشاركة والمساهمة في عمل الخير.. ليس إلا، لن تفيده تبرعاتكم، لكنه سيسعد من دون شك، إن رأى تسابق التجار ورجال الأعمال للمشاركة وتلبية النداء الذي أطلقه.
رسالة نتمنى أن تصل، ونتمنى مساهمة ومشاركة أكثر فاعلية من التجار وأصحاب المال والأعمال، فما يحصدونه من خير هذا البلد شيء ليس بقليل، لا نريد تذكيرهم به، لكن نتمنى مساهمتهم، ولو بجزء بسيط جداً مما يحققونه من أرباح وأموال، بفضل التسهيلات والدعم غير المحدود، الذي يحصلون عليه بشكل دائم!
(المصدر: الإمارات اليوم 2014-07-02)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews