في انتظار «لحظة الانفجار»
تشكل عودة إسرائيل إلى نهج سياسة الأرض المحروقة، واتباع أبشع السبل الإجرامية في القتل والترويع والاغتيال، بالتزامن مع استقالة ثاني مبعوث أميركي لعملية السلام في عهد إدارة الرئيس أوباما، نهاية واضحة لعملية السلام، وبداية جديدة لمسلسل الاغتيالات الذي عودت إسرائيل عليه المجتمع الدولي، دون أن تتم مواجهة ممارساتها الإرهابية بأي جزاء أو عقاب، باستثناء بعض الإدانات من هنا وهناك.
بالأمس استشهد فلسطينيان، أمس، في قصف إسرائيلي استهدف سيارة مدنية فلسطينية في غزة، فيما أصيب 7 فلسطينيين بينهم طفلان وسيدتان في خانيونس بالقطاع عقب مداهمات للمخيمات وقصف مدفعي للمساجد والمنازل، وهي ممارسات عدوانية انتقامية تأتي ردا على خطف الشبان الاسرائيليين الثلاثة منذ 12 من يونيو في الضفة الغربية المحتلة، وهو خطف مشروع في ضوء جرائم العدوان المستمرة وممارسات الاحتلال المستفزة، وانعدام الأمل في التفاهم مع هذه الحكومة اليمينية حول القضايا العالقة مع الفلسطينيين، وفي مقدمتها قضية الأسرى والمعتقلين الإداريين، فضلا عن استمرار الحصار الجائر على غزة والتنكيل اليومي بمواطني الضفة.
هناك اليوم واقع خطير على الأراضي الفلسطينية، فالوضع أصبح عائما فوق قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، فالشعب الفلسطيني لن يظل مكتوف الأيدي وهو يهان وتمتهن كرامته، والشعوب العربية والإسرائيلية لن تقبل بهدم المسجد الأقصى وتشييد الهيكل المزعوم مكانه، والعالم الحر لن يبقى قابلا أو راضيا بمستوى الظلم والعدوان الذي يدينه يوميا، كما هي حال الاستيطان والحصار والاغتيال.
حكومة نتنياهو اليوم تحت ضغط شعبي واسع يهدد مكانته ومستقبله السياسيين إثر عمليات اختطاف المستوطنين الثلاثة، ويريد تحويل الأنظار بتكثيف الاعتداءات على الفلسطينيين، في حين أن استقالة السيد مارتن إنديك المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط توحي باختفاء بصيص الأمل الذي كانت تراهن عليه الإدارة الأميركية، ومن ورائها المجموعة العربية والأوروبية، ولم تبق إلا ساعة الصفر الذي سنشاهد فيها جميعا "لحظة الانفجار".
( الشرق 28/6/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews