لحظة طال انتظارها منذ 1982
مهما بلغ حجم الاختلافات أو الخلافات بين مختلف دولنا العربية، فإن الفرحة الكبيرة بتأهل الجزائر للدور الثاني من المونديال هي الشعور العام والمشترك، لدى كل العرب في هذه الأيام، والسعادة العارمة بإنجاز الخضر لأول مرة بالوصول لدور الستة عشر، هي لحظة طال انتظارها بالنسبة لمحاربي الصحراء منذ مونديال 1982، وبعد المؤامرة المشؤومة التي حرمت الجزائر من تأهل مستحق، ليكون التعويض في مونديال 2014، وعبر كوكبة من النجوم الذين عبّروا وبجدارة لمواجهة ألمانيا في دور الستة عشر، الفرحة كانت مشتركة، وطال انتظارها بالنسبة لنا أيضاً، بأن نشاهد منتخباً عربياً يعبر دور المجموعات، بعد أن كانت آخر مرة عشنا من خلالها نفس هذه اللحظات قبل عشرين عاماً، وفي مونديال 1994.
وقد تكون هناك عدالة من نوع ما عندما تواجه الجزائر أحد أطراف المؤامرة في 1982، وكل شيء جائز في هذه المواجهة، ومن يدري ما قد يحدث في موقعة الثلاثاء القادم، فقد يكون الخضر على موعد مع إنجاز تاريخي آخر، بالتفوق على المانشيفت بإذن الله.
نعم فرحنا ونفرح وسنفرح حتى يحين موعد المباراة، واللقاء المرتقب، أمام ألمانيا، وفرحنا أكثر عندما شاهدنا أداء الخضر في مباراتهم أمام روسيا، وقد تطور، خاصة مع الحفاظ على النتيجة بعد تحقيق التعادل، والتراجع المنظم للخلف، مع الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة، ومن تابع المباراة فسوف يلاحظ أن الروس قد اعتمدوا في أكثر الأوقات على الدفاع المستميت، قبل تسجيل الجزائر هدفَ التعادل، وكنا نشاهد تسعة لاعبين جرمان في الخط الخلفي، ولكن هجوم الخضر تمكن من كسر الحصار، وتسجيل هدف التعادل، ومفتاح التأهل للدور الثاني.
****
حدث ما توقعناه في مقال يوم أمس، وانضمت كوريا الجنوبية لركب المنتخبات الآسيوية التي ودعت المونديال، لتكون محصلة كرة آسيا صفراً في هذا المونديال، والخروج بدون أي بصمة تذكر، نحن في آسيا نطبق المثل الشهير أسد علي وفي الحروب نعامة!! نعم ففيما بينها كانت منتخبات آسيا شرسة وقوية، ولكنها في حرب مونديال كأس العالم، كانت نعاجاً أليفة، ومحطة تزويد بالنقاط لجميع المنتخبات.. عزاؤنا الوحيد هو أن الجزائر قد تأهلت بالنسبة لنا كعرب، ولكن ما هو عزاء الدول الآسيوية الأخرى؟.
(المصدر: الشرق 2014-06-28)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews