حذاري من الدب الروسي
لا شك أن فوز منتخبنا الجزائرى على نظيره الكورى بنتيجة 4 / 2 أسعدنا جميعا فى الجزائر بصفة خاصة وشر ف الكرة العربية والأفريقية بوجه عام، وقد تابعت مستوى الفريق فى المونديال خلال مبارتى بلجيكا التى خسرناها بنتيجة 1-2 أو أمام المنتخب الكورى التى فوزنا بها وشتان الفارق بين أداء اللاعبين فى المباراة الأولى عنها فى الثانية، وهو ما يؤكد أن اللاعبين هم الذين صنعوا الفارق بقتالهم وثقتهم فى أنفسهم وإمكانياتهم وأدائهم الرجولى بعد أن اعتادوا على المناخ والأجواء فى البرازيل، فالفوز على الكوريين لم يكن نابعا من أداء تكتيكى وخططى خلال المباراة وإنما نتيجة الحماس الكبير للاعبين والرغبة فى تحقيق الفوز وإعلاء راية بلادهم وسمعة الكرة الجزائرية والعربية، كل ذلك كان دافعا للفوز بالأربعة وساعد على ذلك الرهبة والعشوائية التى أدى بها الكوريون اللقاء خصوصا فى الشوط الأول، وهو ما منحنا الفرصة فى تسجيل ثلاثة أهداف خلال الشوط الأول، فقد استغل لاعبونا المساحات الشاسعة للمنافس.. كما استغلوا أيضا الفرص التى سنحت لهم خلال الـ 45 دقيقة الأولى من اللقاء، فى المقابل فإن الكوريين لم يكن لهم أى تواجد هجومى ولم يتمكنوا من تهديد مرمانا وهو ما أدى إلى انتهاء اللقاء قبل بداية الشوط الثانى ورغم تراجع أداء منتخبنا خلال الشوط الثانى لكن المنافس لم يفلح فى إدراك التعادل بفضل الروح القتالية فقط للاعبين.
وبالتأكيد فإن الفوز على منتخب كوريا الجنوبية سيكون حافزا كبيرا للاعبين أمام المنتخب الروسى ولكننى احذر قبل هذه المواجهة من المنافس فالمباراة ستكون صعبة على كلا الفريقين لكن الروس يختلفون تماما عن الكوريين، فالمنتخب الروسى يتسم بالتكتيك والانضباط الدفاعى ويتميز لاعبيه بالقوة والسرعة والتحول الهجومى بشكل سريع، وهو ما يتطلب تركيزا دفاعيا وهجوميا متوازن من منتخبنا لكننى أثق فى قدرات اللاعبين وخبرتهم فى تخطى عقبة المنتخب الروسى وبلوغ دور الـ 16.
ومن خلال متابعتى للمنتخبات الأفريقية فى المونديال لاحظت أن المنتخبات التى تفوقت تعتمد على مدرب وطنى فى القيادة الفنية وعلى رأسهم منتخب غانا الذى أبهر العالم بالتعادل مع الماكينات الألمانية بنتيجة 2-2 وهو تحت قيادة كواسى أبياه وهو مدرب وطنى، المدرب الوطنى من وجهة نظرى الأفضل للمنتخبات الأفريقية والعربية وسأظل منحازا له بل إننى أرى أن صناعة المدرب الوطنى هو مشروع قومى للدول العربية والأفريقية وذلك أفضل كثيرا من أن تنفق هذه الدول أموالا طائلة على مدربين أجانب لا نستفيد منهم شيئا، وإذا عدنا بالتاريخ للكرة العربية سنجد أن الكرة العربية حققت إنجازات على يد مدربين وطنيين، فلا ينسى أحد فى الجزائر ما فعله مدربنا المخضرم عبدالحميد كرمالى الذى قاد الجزائر لإنجازات منذ سنوات لم تتحقق فى العصر الحديث، نفس الأمر بالنسبة للكرة المصرية التى تأهلت لمونديال 1990 على يد الدرب الوطنى الراحل محمود الجوهرى وكذلك حصدوا ثلاث بطولات أمم أفريقيا مع مدرب وطنى هو حسن شحاتة وهنا أود أن أشير إلى أن المنتخب المصرى تراجع أداؤه ونتائجه بعد رحيل حسن شحاتة وإسناد المهمة لبرادلى كما أن الكرة المغربية عانت طوال السنوات الماضية من المدرب الأجنبى لكننى متفائل بأن تعود مرة أخرى إلى سابق عهدها وإلى التيمومى وعزيز بودربالة وتحت قيادة وطنية مع صديقى بادو الزاكى.
إن انعدام الاستقرار والتخبط الإدارى وعدم الاعتماد على المدرب الوطنى وتغيير المدرب بعد الهزيمة فى أى مباراة هو آفة الكرة العربية وهو السبب الرئيسى فى عدم تأهلهم بصفة مستمرة فى المونديال
أن الظاهرة التى اجتاحت المنتخبات العظمى فى المونديال هى اعتمادهم على النجم الأوحد فالبرازيل لم تظهر بمستواها المعتاد لأنها تنتظر فقط تألق نيمار.. والأرجنتين لا تزال تأمل أن يفيق ميسى من غفوته وأن يقدم لبلاده نصف ما يقدمه مع ناديه الإسبانى، وكذلك فى البرتغال فإن كريستيانو رونالدو هو ملهم الفريق فإذا تألق ظهرت البرتغال وإذا غاب وفرضت عليه الرقابة اللصيقة نالوا هزائم ساحة مثلما حدث أمام الماكينات الألمانية وأعتقد أن المانيا قد تكون الأقرب للبطولة وستواجه طموحات الطاحونة الهولندية وكل ذلك قد يختلف فى مباريات دور الـ 16 لكن المؤكد أن البطولة ستشهد مفاجآت صادمة.
( المصري اليوم 26/6/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews